دخل الصراع في سوريا عامه الخامس ومع إستمراره افرز الكثير من المتغيرات وتحول إلى واحدة من القضايا المؤرقة للعالم وذلك بعد إتساع نطاق المواجهات وتعدد الفصائل المسلحة المناهضة للنظام بصنفيها المتطرفة والمعتدلة حيث أخذ تنظيم داعش بالإنتشار في أنحاء سوريا مما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى الإعلان عن تحالف دولي لمحاربة التنظيم تحت قيادتها، فيما كانت روسيا تقاتل إلى جانب نظام الأسد بشكل غير معلن حتى أعلنت رسمياً عن التدخل العسكري في سوريا لمحاربة التنظيمات الإرهابية.
بعدها بدأ ما يشبه الإتفاق بين روسيا وامريكا من خلال التنسيق في تنظيم الطيران في الأجواء السورية وأعقب ذلك قيام البلدين بإجراء تدريبات عسكرية مشتركة في الأجواء السورية وكان ختام التعاون الروسي الأمريكي في سوريا هو التوصل إلى هدنة شاملة قبل عدة أيام بين قوات النظام من جهة والفصائل المسلحة من جهة أخرى.
لكن سرعان ما تحول الإتفاق والتعاون إلى موجة من التراشقات الإعلامية الحادة وتبادل الإتهامات بين البلدين على خلفية قيام طائرات أمريكية تابعة للتحالف الدولي بقصف مواقع الجيش النظامي السوري بالقرب منمطار دير الزور قُتل على إثره ما يقارب الستين جندياً سوريا حيث سارعت واشنطن إلى الإعتذار عن الغارات واكدت بأنها غير مقصودة وكانت تستهدف مواقع التنظيمات المتطرفة.
بالمقابل سخر الجانب الروسي من تلك المزاعم ودعا إلى عقد إجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، حيث اتهم المندوب الروسي لدى المجلس الولايات المتحدة بدعم تنظيم داعش مما يشكل بداية مختلفة في مسارالتعاون الروسي الأمريكي في سوريا .
ويهدد تسارع الأحداث على هذا النحو الهدنة المُعلنة في سوريا ويجعلها اضعف من ذي قبل مع استمرار الحصار المفروض على العديد من البلدات السورية وبالتالي تفاقم الوضع الإنساني وإتجاهه إلى المزيد من السوء.