أسبوع واحد فقط وستظهر نتائج مشاورات الكويت بين الحكومة اليمنية والانقلابيين كفرصة أخيرة لإنقاذ اليمن والشعب اليمني من الانقلابيين وإعادة الأمور إلى نصابها، وإن كانت المؤشرات لا تعطي للأمل مساحة واسعة للتحرك في ظل التعليمات التي تأتي للحوثيين وحليفهم المخلوع من طهران وينفذونها بحذافيرها دون قيد أو شرط.
ورغم ذلك فهناك بصيص من الأمل أن ينصاع الانقلابيون للقرارات الدولية التي تصب في مصلحة اليمن وشعبه، وعندما وافقت الحكومة على مشروع الاتفاق الأممي وعلى تمديد المفاوضات فهي اتخذت القرار الصحيح لتجنيب اليمن المزيد من القتل والدمار الذي تسبب فيه الانقلابيون من أجل تنفيذ المخطط الإيراني التوسعي على حساب الأمن القومي العربي ومقوماته.
دول التحالف العربي كان لها الدور الأبرز سياسياً وعسكرياً وإغاثياً من إجل إنقاذ اليمن من براثن الانقلابيين ومن يقف وراءهم، فهي أنقذت مشاورات الكويت من عبث الانقلابيين الذين لم يتعاملوا معها ولا مع الأزمة اليمنية ككل إلا بروح انعدمت فيها المسؤولية، وما أدل على ذلك إلا بإعلانهم قبل أيام - ووفدهم يتفاوض في الكويت - عن إنشاء مجلس سياسي أعلى لإدارة شؤون اليمن، وأيضا الهجوم اليائس على الحدود السعودية في محاولة للتسلل عبرها دون جدوى حيث كانت قواتنا المسلحة لهم بالمرصد وردتهم على أعقابهم خائبين بعد ان أوقعت عشرات القتلى في صفوفهم إضافة الى الخسائر في المعدات والآليات، في تصرفات عبثية أرادوا من خلالها تعقيد مسار المشاورات ومحاولة فرض أمر واقع على الأرض من الممكن استخدامه كورقة تفاوض وهم يعلمون كيف من الممكن ان تؤثر على سيرها، وبالفعل قرر وفد الشرعية الانسحاب عوضا عن اضاعة الوقت في مهاترات تؤخر الوصول الى صيغة سياسية تحت مظلة القرار الأممي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني لولا تدخل دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة في تفويت الفرصة على الانقلابيين وإقناع الحكومة اليمنية بإعطاء فرصة أخيرة لإنجاحها، في المقابل على المجتمع الدولي القيام بدوره في الضغط على الانقلابيين للانصياع للقرار الدولي الذي صدر تحت الفصل السابع ويعتبر من أقوى القرارات، دون أن ننسى في هذا الصدد الدور الإيجابي الذي قامت به دولة الكويت الشقيقة باستضافتها المشاورات وحرصها على إنجاحها إضافة الى الدول الثماني عشرة الراعية للمفوضات والتي لعبت أدوارا مهمة ومازالت في إنجاحها والوصول بها الى بر الأمان.
الأسبوع الذي اعتبر سقفاً زمنياً اخيراً لوضع المشاورات على المسار الصحيح الذي يؤدي الى وقف نزيف الدم في اليمن تسبب فيه الانقلابيون ، ويؤدي إلى إعادة السلام والاطمئنان لليمنين الذين كانوا ضحية مخطط إيراني نفذته أياد يمنية من أجل ان تكون صنعاء العاصمة العربية الرابعة التي يسيطر عليها نظام الملالي كما أعلنوا.
هذا الأسبوع هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ اليمن وبعدها سنرى كيف تتجه الأحداث.