لم يكن مستغرباً أن ينتهك الانقلابيون كل الفرص المتاحة من أجل إحلال السلام في اليمن، فالنوايا مبيتة منذ انقلابهم على الشرعية وعلى الشعب اليمني بكل مكوناته تنفيذاً لأجندة خارجية إيرانية تهدف إلى إحداث اختراق جسد الأمن القومي العربي، إكمالاً لمخطط بدأ بالفعل تنفيذه في البحرين ..العراق .. سورية ولبنان ولم يكن اليمن محطته الأخيرة، في مخطط لايقف إلا عند تقويض المجتمعات العربية.
انقلابيو اليمن وعبر إعلانهم تكوين مجلس لحكم اليمن يعلنون عدم اعترافهم بالقرار الأممي 2216 تحت الفصل السابع وكل أسس العملية السياسية من المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني التي بدأت في سويسرا وتم عقد جلسات للمشاورات في الكويت برعاية أمير الكويت والحكومة الكويتية التي بذلت جهوداً مشكورة لإنجاح تلك المشاورات دون جدوى، فالانقلابيون جاءوا للكويت بذات النوايا المبيتة لإفشال مشاوراتها، لم يكن هدفهم الوصول إلى حل يجنّب اليمن والشعب اليمني المزيد من المعاناة بسبب حرب افتعلوها وأرادوا استمرارها لأن طهران أمرتهم بذلك، وهم لا يملكون من أمرهم شيئاً إلا أن ينفذوا تلك الأوامر متخلين عن وطنيتهم وعروبتهم طمعاً في رضا حكام طهران ورغبة في الاستيلاء على الحكم ليخدموا أجندتهم ويحققوا أهدافهم.
وتأكيداً على عدم جدية الانقلابيين واستخفافهم بالقرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن أعلى سلطة دولية فقد أعلنوا استمرارهم في مشاورات الكويت وكانت تلك المشاورات ستظل منعقدة إلى ما لا نهاية تنتظر أن يتجاوبوا معها في يوم من الأيام، أو حتى تأتي الأوامر من طهران تخبرهم كيف يتصرفون، فبالتأكيد قرار الانقلابيين ليس منهم ومصلحة اليمن وشعبه لا اعتبار لها طالما من يقرر لا يضع أي اعتبار لتلك المصلحة أو لذاك الشعب.
المرحلة المقبلة من الأزمة اليمنية ستأخذ منعطفاً غير ما سبق، فقرار الانقلابيين ألغى العملية السياسية برمتها، فليس من داعٍ أن تستمر وسط الاستخفاف والمماطلة من قبل الانقلابيين الذين من الواضح أنهم يريدون كسب الوقت من أجل إعادة انتشار وتموضع على الأرض عطفاً على الخسائر التي يمنون بها على أيدي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مدعومين من قبل قوات التحالف العربي.
والأمم المتحدة وعبر مبعوثها للأزمة اليمنية يجب أن تأخذ موقفاً مختلفاً عن المواقف السابقة التي ربما أدت إلى تمادي الانقلابيين في غيهم، عليها أن تكون أكثر صرامة فهي قد عرفت من المتسبب في الأزمة اليمنية وإطالة أمدها، فعليها أن تضع النقاط على الحروف حتى يعرف المجتمع الدولي حقيقة الانقلابيين ومن يقف وراءهم ويدعمهم.