حزب صالح وجماعة الحوثي حلفا قبل الانقلاب وشريكا الانقلاب على الشرعية في اليمن منذ اللحظة الاولى وشريكا التمدد في المحافظات التي سيطروا عليها واحتلال مؤسسات الدولة وحصار رئيس الدولة ومحاولة قتله وحصار حكومة التوافق الوطني وهما شريكا الحروب التي اشعلاها في اليمن والقتل التفجيرات والدمار في طول البلاد وعرضها وشريكا نهب المال العام والاحتياطي النقدي من العملة الصعبة في البنك المركزي وشريكا السوق السوداء وشريكا الاختطافات والاعتقالات .
وان كانا اليوم يحاولا إيهامنا من خلال الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي لإدارة المحافظات التي تقع تحت سيطرتهما الذي وقعاه اليوم أنهم انجزوا اتفاقا بينهما سيكون ما بعده افضل مما قبله بالنسبة لهما ووضعهما وخاصة الجانب العسكري فليس بالامكان افضل مما كان .
والشعب اليمني يدرك أن الاتفاق ما هو الا تحصيل حاصل ولن يغير من الواقع شيئا ولأن كلاهما قد استنفدا كل ما لديهما من الامكانيات والقدرات المادية والعسكرية وحتى الحيل ما بقي بجعبتهما شيئا وكانت هذه هي الحيلة النهائية .
والحقيقة التي يعرفها البعض ويجب أن يعرفها الجميع هي أن جماعة الحوثي والتي تتبنى المشروع الايراني وهي الحامل الصادق لهذا المشروع الخبيث كانت تأمل أن تحسم الحرب مع المقاومة والجيش الوطني بقيادة الشرعية وتستعين على ذلك بصالح وحزبه والجيش الموالي له حتى إذا تحقق ذلك لها تكون اللجنة الثورية والتي بكل اعضائها توالي عبدالملك الحوثي وتأتمر بأمره هي صاحبة القرار في البلاد والتي لا يتواجد في تشكيلتها انصار وموالين لصالح وحزبه بشكل قوي ومؤثر .
ومع مضي أكثر من سنة على الحرب التي اشعلاها بدأت جماعة الحوثي تشعر أن آمالها في حسم المعركة تخيب يوما بعد يوم وبالتالي لن تصل إلى أن تحكم البلاد بواسطة لجنتها الثورية وبدأت تدرك وتحس ما وصلت اليه من الضعف والانهاك، فقررت أن تصنع هذا الاتفاق مع صالح وحزبه .
ولإدراك جماعة الحوثي أنها ستتحمل مسؤولية كل ما حدث في البلاد، نتيجة الانقلاب الذي قاما فيه معا لأن اللجنة الثورية هي من ستتحمل المسؤولية القانونية والجنائية والاخلاقية، عن كل ما نتج عن انقلابهما .
اذا لابد من انجاز هذا الاتفاق ليكون صالح وحزبه شريكا للجماعة في هذه المسؤولية وان ما بينها وبين صالح وحزبه من اتفاقات سرية لا تجعل من صالح وحزبه شريكا في المسؤولية... فلابد من إخراج هذه الاتفاقيات السرية إلى العلن.
ومع يقننا أن علي صالح لا يلتزم بالاتفاقات مع غيره مع ان عنده القدرة على التخلص من أي اتفاقات يبرمها ويعرف جيدا كيف يتخلص منها ويجعل منها عديمة القيمة والأثر في الواقع .
ولوكان صالح وحزبه بنفس القوة التي كان عليها قبل الانقلاب ما وقع مع جماعة الحوثي هذا الاتفاق _وخاصة والمقاومة والجيش الوطني على أبواب صنعاء، لأنه مضر به وحزبه لهذا عجز عن مقاومة التوقيع ووقع مكرها .
ولهذا سيلجأ لأساليب أخرى للتخلص من مسؤولية توقيعه إن استطاع .