في حديث عابر مع زملاء في كندا ، تطرقنا الى أسباب الحرب في اليمن وارهاصاتها وكيف تطورت بالأمس بشكل درامي واستفحلت اليوم الى أن أصبحت حرباً جائحية لا تُبقي ولا تذر.
والحقيقة والتي لا مراء فيها ان الحوثيين اخذتهم العزة بالإثم فظنوا انها يمثلون إرادة الله في الأرض ،وان ايمانهم وصمودهم وقوة بإسهم هي التي مكّنتهم من إخضاع محافظة عمران ثم الإجهاز على صنعاء ومن بعد ذلك اخضاع الوطن كل الوطن بحراً وبراً مدناً وانسانا.
هنا يكمن الخوف فالحقيقة الناصعة و الصادعة هي أنهم ما سوى أداة أو-لقيم- لفرن يشتعل ويحرق ويتساعر على مساحة الوطن العربي ومن اليمن الى ليبيا الى سوريا الى العراق وعشنا قبل ذلك الحريق في الصومال وقبله في لبنان والجزائر ،ونجت منه وباعجوبة مصر الكنانة . إنها محارق تتكرر وتعود فتكر تارة اخرى ،ولكن من يتعظ ومن يعتبر ؟ . كما ان علي عبد الله صالح الذي حصل على صك -الغفران- في حصانة غير مسبوقه بدوره -لَقِيم- لهذه النيران ووقود لها وستاتي عليه وعلينا وعلى الجميع تلك المساعر .
وما استنتجناه اثناء حديثنا ان الدول الكبرى او العالم لن يأتي لنجدة اليمن ولا لغير اليمن، ولن تكلف الدول الكبرى نفسها ردعكم ايها المتقاتلون او ردكم الى جادة الصواب او زجركم ونهيهم عن شططكم ، فهم يتفرجون ويستمتعون، على انني موقن انهم قادرون بيوم او بظرف ساعات على توجيه النصح الحازم لكم بل الانذار الصادع بان تتوقفوا عن هذا الجنون والتوحشات، لكنهم للأسف يتذرعون بعدم التدخل فهذه -عجينتكم وعليكم تمتينها - بل أن هذه طباعكم ومنذ - داحس والغبراء- فانت القساة غلاظ القلوب المتجردون من كل انسانيتكم ،وما داعش الاّ من أصلكم وفصلكم وجينتكم الوراثية الثابته .
ولمن يعتقد ان دول التحالف كان حريا بها ان تنتظر وتتأنى وترقب المشهد عن كثب، فهو هنا كمن يرى النيران تلتهم بيت الجيران وينظر الى الحريق غير مكترثا بل موقنا ان الحرائق والسنة اللهب لن تطول بيته، وهنا سذاجة الجاهل المغلوب على أمره .
علينا ان نقف مع انفسنا وندرك ان ايران هذه الدولة العظيمة عيلها ان تعي أنها هي نفسها هي الوقود او -اللقيم- وانها تنساق الى ورطات مخيفة فهي تتخاصم مع كثيرين وتشغل نفسها وتشغلنا ، وتتعضل فولاذيا وتنسى في غمرة هذه التمارين العضلية المخيفة قوت صغارها ورفاه شعبها المُرهق ،وهي اي ايران و في غمرة الحشد والوطنيات واستحضار روح الفداء تبارز طواحين الهواء . ونراها تزهق ارواح جنودها في لبنان وسوريا، وإلى اليمن تبعث بخبرائها العسكريين و تصدر لنا الفولاذ والارشادات الهجومية وتشيد وتبني لنا مصانع الألغام بدلا من مصانع الدواء، وكانت ستحسن صنعا لو انها تصدر لنا الغذاء والاطباء والزعفران ورباعيات الخيّام وبعض الخِيام.