هل أبدأ مذيعا للأخبار ؟؟
——————-
السؤال الملّح من قبل المذيعين الشباب والمبتدئين،وحتى المقبلين على المجال ،هو :-
-أيهما أفضل وأسلم في حال كنت مذيعا أن أبدأ مذيعا لنشرات الأخبار والبرامج الاخبارية،أم مقدماً للبرامج ؟؟
•الإجابة من منظور مهني ومتخصص،هي البداية من البرامج والخفيفة منها على وجه الدقة،،لماذا ؟
ببساطة مذيع الأخبار هو التصنيف الأعلى والتوصيف الأشمل،وبالتالي هو مرحلة التتويج لمشوار المذيع والمقدم ،
يعني إذا بدأت مباشرةً مذيعا للأخبار فأنت لاشك ذو قدرات بالغة(أو هكذا يفترض)،بمعنى أنك قادر على تقديم الأخبار والبرامج ،وهذه هي ميزة المذيع كما أوضحنا غير مرة،
-لكن ماهو الجانب المعيب في أن يبدأ المذيع المتمكن قارئا للأخبار قبل البرامج ؟
الجواب هو أن نشرات الأخبار من الأشكال التلفزيونية الاقل حاجة لإيماءات ودلالات لغة الجسد المرنة والمتخلصة من القيود والرسميات،وبالتالي بدايتك مذيعا للأخبار ولفترة طويلة قد يكون بعدها من الصعب عليك أن تبدو مرنا سهلا في برنامج منوع خفيف بينما قد تبدو مقبولا في برامج الحوار ذات الطابع الاخباري والسياسي والجاد،
-بمعنى آخر ليس سهلا عليك شخصيا فما بالك على المشاهدين أن تجد ذاتك مقنعا في حوار مع شاعر عربي كبير أو مقدماً لحفل منوع بهيج أو لبرنامج ذي طابع جماهيري بعد خمس أو سبع سنوات متتاليات من تقديمك للأخبار ،،الحقيقة المُرة هي أنك تبدو متسمراً عابساً متصنعا حتى لبعض الابتسامات غير الصادقة،وذلك بسبب طول العشرة مع نشرات الأخبار وطقوسها "غير المُلهمة"في الغالب ،بينما يمكن لذلك الذي يعمل منذ خمس سنوات في تقديم البرامج المنوعة والثقافية وحتى الحوارية أن يكون أكثر سلاسة وديناميكية منك،حتى في نشرات الأخبار شريطة امتلاكه مهاراتك المعرفية والمهنية ،،
-إذن المأخذ الأبرز على نشرات الأخبار والاستمرار طويلا في تقديمها هو "تنميط"المذيع و"تقييد"مرونته المطلوبة في برامج معينة ،
[الحل إذن على وجهين :-
الأول ..إبدأ مقدماً للبرامج ويفضل الخفيفة المنطقية ثم تدرج الى مراتب أخرى كبرامج الحوار قبل الوصول الى الأخبار فهنا ستصل الى تاج العمل في هذا المجال وهو مذيع الأخبار ..
الثاني ...إن كان ولابد وتم اختيارك مذيعا للأخبار نظرا لقدراتك فعليك بالتزامن المشاركة في برنامج أو اثنين من صنفين مختلفين بحيث لاتستأثر نشرات الأخبار بحيويتك ومرونتك ولطف معشرك،]
الشيء الوحيد غير المتاح هو التدرج السلبي أو التدحرج العكسي،،ففي الأول لايمكن أن تبقى خمس سنوات مقدما لبرامج الفن والخفة والطرب مثلا وفجأة تبدو مذيعا للأخبار ،فهنا تقبل الناس غير وارد ،
مثلما تماما من مذيع للأخبار لسنوات طوال الى محاور راقص طروب مع هيفاء أو أليسا أو حتى كاظم ومحمد عبده ...
*من حائط الكاتب على فيسبوك