تصور فحسب لو عاد المغاربة بكأس العالم.
هو أمر ممكن للغاية، حظوظهم لا تقل عن حظ اي منتخب آخر ولا تحدثني عن فرنسا والبدائل ، هزمتها تونس .
لنعد للتصور تصور لحظة إطلاق صافرة النهاية أمام كرواتيا او الأرجنتين ،
لحظة إعلان انتصار ستحدث زلزالا عربيا .
ستشتعل كل عواصم العرب فجأة وفي حالة مزيج من النشوة والهستيريا ، وفي ذات الوقت ،، تشتعل القاهرة والقدس والكويت ، الرياض وصنعاء ، طرابلس الشرق وطرابلس الغرب ، المستقر والذي يعاني ، العربي المتخم والعربي الحافي ، من يختبر الأمان ومن تختبره الحرب الأهلية ، متمايزون بصدد أكثر من نوع ومستوى للهزائم ،لكنهم عرب وقد حصلوا على انتصار وحيد .
ستشتعل عواصم العرب وكأنك وضعت مقبضي كهرباء كونية في الطرفين من المحيط للخليج ، وستراقب عواصم الغرب والشرق هذا بدهشة واحترام .
وكأنك صعقت خارطة الوطن العربي وقد رفعت سكين الطاقة المقطوعة منذ زمن ،زمن عربي مظلم متثائب قد يتمكن منتخب كرة قدم من كشف المسكوت عنه من حال أمة ، امة لا يتطلب أمر إنعاش جوهر ماهي عليه وتقديمه لذاتها وللعالم أكثر من نصر رياضي هو قادح السياسة والمتحدث نيابة عن صمت ومواربات الجغرافيا .
سيتعرف العالم لكوننا لا نزال أمة ، مزيج متجانس لا سبيل لإنكاره ،هءا بالنسبة للساسة والباحثين في الدراسات ذات الصلة ، أما الوعي العالمي العام فهو سيباغت بهذا الاحتشاد العروبي مفصحا عن هوية جمعية لم تكن بحاجة لغير نصر كروي يعيد تعريفها ووعيها بذاتها .
يرفع المنتخب المغربي علم فلسطين جوار علم بلادهم كل ما احتشدوا امام الكاميرات ، أمام عالم يجب أن يتنبه لكوننا عربا قبل اي شيئ آخر ، واننا لا نزال معا ، وأن الحكام هزموا بطريقة او بأخرى وتسابقوا على التطبيع سرا وبشكل معلن ، بينما بقيت الشعوب العربية جمرات تحت رماد الأنظمة ، محتفظة بحرارة الأخوة والانتماء في انتظار قادح ما لتظهر مثل حقيقة بقيت مطمورة لزمن طويل
يالها من مهمة ايها الفيلق العربي الأخير .
*من حائط الكاتب على فيسبوك