هل يعتقد الحوثيون أنها انتهت الى هنا وانهم سيحكمون اليمن وحدهم ؟
هم ماضون في الامر بهذا المزاج، ولا يبدو ان في اولوياتهم اي تسوية او شراكة مستقبلية.
يتقدمون لملئ الفراغ والاستحواذ عليه ، وكل ما يحدث منذ عامين وما تقوم به القوى اليمنية سياسية وعسكرية هو منحهم المزيد من الفراغات منذ عمران وحتى الرياض .
نفي للجيش كوظيفة من أول حصار صنعاء ، فراغات لا تكاد تتوقف عن منحهم ما يكفي لاختبار قوة النبوءة وتمددها اثناء انسحاب الواقع لم يتبين كم انهم اقوياء .
لكن تبين للان كم اننا كنا اصلا على درجة هائلة من الهشاشة ، وهذا فقط هو الافصاح الاكثر قسوة عن وجودنا الواهن الضعيف ظاهريا ، الجيش ارتبط باشخاص والسياسة ارتبطت بشخصيات والاحزاب بقيادات ، ما من بنى متماسكة مرتبطة بوظيفة الحياة اليمنية العامة والدفاع عنها.
لذلك انكشفنا عندما توخت الشخصيات النجاة واختارات المنفى سواء بالصمت او بالمغادرة ، تاركة هذا الفراغ الذي يبدو حتى الان ان لا احد قد ينازع عليه المليشيا غير مليشيا اخرى اقل انضباطا وطموحا .
لو تمكنت اليمن من الافصاح عن قوة ما تبقى منها بالسياسة ووضع امر واقع يتخطى هذا الذي بين الحوثيين واناس في المنفى شرعيون ،عندها سيدركون حكمة الشراكة والتعايش ويتصرفون بحدود الامر الواقع ولو لكسب الوقت
اما وقد امتد لهم هذا الفراغ ، الفراغ المعزز الان بخواء الشرعيين ، فهم سيملئونه بحماسة التمكين ، لو وجدوا قوى سياسية ومزاج وطني ذكي يتخطى الترهات الطائفية والمناطقية والمملكة ، قوى تواجههم من ارضية صلبة لوجدوا ان عليهم القبول بالشراكة وان ذلك قد يكون اخف عليهم من هذه اللقمة التي تبدو مغوية الان لكنها ستكون خانقة .
ستفصح اليمن عن احتياطها وبدائلها ، الى حين بالطبع ، ذلك ان اليمن ستباغت الجميع ، الحوثيين والسعوديين والمجاميع المرتبكة التي تظن انه ليس عليها سوى اطلاق وصف " انقلاب " والانقلاب سيتداعى تلقائيا او يختفي بدافع الحياء ، اما السعودية فلا ينبغي ان يحبطنا فراغ وتثاؤب طائراتها ذلك اننا لم نعول عليه منذ البدء ناهيك عن انه كان وسيظل عدوانا ، سواء ترتب عليه فراغ جديد من هذا النوع الاقرب لاستعادة بعض الامل بالاصغاء للطائرات "امل القنوط الفولاذي " او ترتب عليه المزيد من القهر والضحايا والعملاء.
اليمن لن تستخدم معجزة ولن تفاجئ المليشيات النبوية على طريقة النبي موسى ، بمعجزة تلقف ما يأفكون ، ولكن بواقعية انها اكبر من ان يتم الاستحواذ عليها بمحض الصدفة ، انها بلد ملايين المتعلمين الذين خبروا ورشة تسيس وحقوق على مدى خمس سنوات ، ناهيك عن الاف الاساتذة الجامعيين وموارد الوعي المتقدم ، الذي وان كان شتاته الان قد منح وعي التمكين الفرصة الا انه سيفصح عن قوة وعي الجمهورية اليمنية بذاتها مهما بدت ذاهلة الان بأثر الصدمات.