من يركن على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ويثق بمناديها، فهو هنا - يعتصر المــُزن من سحابة وهم أبدية - . الأمم المتحدة بعثت الى لبنان، ومنذ السبعينات في القرن الماضي، بعثت من المبعوثين ومن الوسطاء الكثير، وانتهت لبنان الى مجموعة دول في دولة، وقبل ذلك فلسطين ومنذ أكثر من 60 سنة وهم يبعثون لنا المبعوثين والوسطاء، والمبادرة تتلو المبادرة ولم نحصد سوى الموت واليأس والخُسران والفشل المهين.
اخبرني شخص - ثقة - وقال أن مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى اليمن - جمال بن عمر- كان يتعامل مع مشكلة اليمن وهو يدرك انه سوف يأخذهم الى المأزق الأخير، وهو اليوم في أمريكا يتابع مسرحيته وفصولها التراجيدية.
إسماعيل ولد الشيخ- يحاول ولكن إلى اليوم الأجواء تتلبد بالغيوم ومخارج الطوارئ مؤصدة، والمحصّلة الأخيرة أو الحل حتى وان تحقق فسيكون مسكنات مع بعض الترضيات، وفي أطلاق بعض الأسرى لإيهام الناس ان هناك عمل ونتائج.
لم نعد نثق الاّ بأنفسنا وأهلنا وجوارنا، فلقد تحقق الكثير، ولو كانت دول التحالف، آثرت الصمت لكانت اليمن اليوم تهيم في مسارات الشر والفتن والمذهبيات، بل ان دول الخليج لو لم تهب وتبادر الى مؤآزرة ودعم - مصر- لكانت مصر اليوم في حالة نزيف واحتراب أهلي لا تُبقِ ولا تذر.
وما وقع في - سوريا- كارثي وغير مسبوق في كارثيته، ولقد أمعنوا قتلاً تشريداً في اهلها الكرام، وأفرغوها من سكانها وأمعنوا في هدم صروحها وآثارها وتاريخها، فأصبحت أثراً بعد عين، وعن ليبيا فقد تشظت منطقة منطقة وزنقة زنقة، وقبلها الصومال وعانت ولا زالت تعاني. والسودان تمزقت، وعين الاعداء اليوم على - دار فور- لإقتطاعها من مساحة الوطن السوداني.
والعراق تتناثر وتتمزق وهلك فيها الزرع والضرع، وما نراه هو حالة من الهياج والجنون المستعصي المتفاقم، واستشراء لفساد ومذهبيات، مذهبيات بغيضة رسخوها بعد غيابها عن وعينا عنوة ، وهناك فساد مخيف وضياع اكثر من 50 مليار دولار نهبت في مشاريع وهمية، واخيرا تلملموا الى العراق - أبناء داعش- ليذبحوها من الوريد الى الوريد.
يا اهل اليمن يا أهل الحكمة ويا عقلاء الوطن، بلادكم ليست الإستثناء، فسوف تهدم وتتمزق اذا لم تفيقوا و تتفقوا وتتنازلوا لبعضكم، مع قبول بعض المرارات لصنع وترسيخ سلام الشجعان وهو السلام المستدام . أنتم اليوم في عين الإعصار المدمر . وإذا تدمرتم وتدمر الوطن، فحينها سنبكي معا كالأطفال على وطن لم نحفظه كالرجال.
شكرا لدولة الكويت الشقيقة، فلقد بذلت الكثير من الجهد والحب والعناء والتضحيات، وذلك لجعل هذه المحادثات تخرج بنتائج مرضية بل ومبشرة ، نتائج تـُعيد لليمن أمنه وسلامه ولحمته وبقية باقية من حكمته. ان دولة الكويت الشقيقة تحاول ولكن - المزينة غــُلبتْ بالوجه العكش!.
كاتب واديب يمني مقيم في كندا