مرّ ربع قرن على إعادة توحيد اليمن , واليوم هو العيد السادس والعشرين للوحدة اليمنيّة والتي لم تخطئ وإنما كانت مشروع حضاري يجمع شعب واحد فرقته السياسة وصراعات الحكم .
لم تعد اليمن كما كانت , وقد غزاها نار الميليشيات واصحاب المشاريع الضيقة لكن اليمن تبقى هي , البلد الكبير والحالم أبناؤه بغد أفضل . في ذكرى الوحدة الموجوعة ما تزال حاضرة فينا كبقعة مضيئة في زمن كان الظلام سيّده .
في عدن ارتفع العلم الوحدوي خفّاقاً قبل ستة وعشرون عام , لكن صراعات أرباب النفوذ دعتهم للإحتراب بعد أربع سنوات من عمر الوحدة انتصر أحدهما بمشروعية الوحدة لكنه لم يكن رشيداً في سلوكياته كما أنّ الطرف الآخر المهزوم لم يكن يقل سوءاً عن المنتصر لكن من يمسك بزمام السلطة يتحمل المسئولية .
في القلب ألم وحسرة , وجع أكثر منه فرح , أماني أكثر من وقائع , لكننا ما توقفنا يوماً عن الحلم بيمن واحد كبير وعزيز يحقق مشروعية الوحدة ويعزز اللحمة الوطنية التي أصيبت بوهن بفعل الجماعات المتطرفة شمالاً وجنوباً .
لا أعرف كيف أهنئ شعباً يكافح من أجل البقاء لكنّي أحثّ من يصله قولي هذا , لا حياة إلا بالتكتلات الكبرى والمشاريع الكبيرة ولو كان هناك هوّة شاسعة من الاختلاف , انظروا إلى الاتحاد الأوروبي كيف ارتعدت فرائص قادته وقادة العالم حين بدأت شروخاً تدب في عروقه . تحرك أوباما للتوسط !
كنا نقرأ صغاراً , وحدتنا قوتنا , ونقرأ في كتاب الله " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " و " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" ولم تكن الآيتان تتحدثان سوى عن الأمة التي نحن من محاورها .
لن تنفعنا الهويات القديمة ولا حلبات الماراثون .. ما لنا إلا يمننا الغالية , من جولد مور إلى باقم ومن حوف إلى الزيدية .. ولنكن معاول بناء لاهدم فوجع اليمن وصلنا جميعاً وسقوط البلد كارثة علينا جميعاً وإن استمرت الأحداث على ما تجري عليه فلن نرى لا شمال ولا جنوب بل سنرى وطناً تتقاسمه عصابات الموت والنهب ولا منقذ لنا حينها الا الموت .
تربيت في حضرموت وتعلمت فيها وولدت في أعالي جبل عمار في دمت لأكمل حياتي مهاجراً في بلا شبة جزر الملايو , بعيداً عن صنعاء وعن حضرموت وعن مسقط الرأس .
لنضع ما تبقى لنا من بلاد في حدقات الأعين أو لنبكي دهوراً ولن يواسينا في مصابنا أحد .. سينسانا العالم كما فعل مع شعوب كثيرة .
ذكرى مجيدة ياوحدة الشعب الأشمّ
*رئيس الجالية اليمنية بماليزيا