لا أحد يخدم شرعية الرئيس الهادي ويعزز وجودها مثل قوى الانقلاب وأتباعهم ومن دار معهم ولف لفهم، الحديث عن الرئيس في هذا يأتي في سياق الحديث عنه كرمز الجمهورية المتبقية وحامل راية الشرعية وممثل شعبها محارباً الذين تاهوا وضلوا طريقهم.
ولا أتحدث عنه كمعجب للشهرة أو متزلف يسعى لتحقيق هدف أو قضاء مصلحة، لأنه يمتلك من الفرق الإعلامية التي تكفي للاضطلاع بهذا الدور، ولديه جيشاً جحفلاً من المنتفعين يقومون بذلك يعزفون على تلك الوتار ليل نهار، وبرغم المآخذ الكثيرة على بعض السياسات من وجهة نظري كمتابع ومهتم ببلدي الذي صار همنا المزمن.
بل اتحدث عنه كآخر سقف يمكن أن يجتمع تحته اليمن الموحد بكافة أطيافه والوانه وأخر سبيل للخروج مما نحن فيه على الأقل على المدى المنظور القريب والمتوسط.
مؤكداً على اهتمام المجتمع الدولي قريبه والبعيد بأحوال اليمن وما تجري على ساحته من أحداث لما يتمتع به اليمن من ثروات تختبئ في باطنه وسواحله الطويلة ومضيق مياهه الاستراتيجي الأهم، وعليه يجب أن يعي الجميع؛ شرعيه وتحالف، أن تأكل الشرعية يعني فوضى لانهائية لها.
لأن القوى التي كانت تعتقد أن الحوثي قد يكون البديل للدولة والجمهوري باتت تدرك بما لا يدع مجالا للشك والجدل لا يصلح لأنه لا يحمل مشروعا وطنياً حديثا ملائما وإنما يحمل مجموعة من الخزعبلات والخرافات التي لم تعد تفي بحاجات المشعوذين وتنفع فقط في أفلام الرعب والخيال، ولذلك فشله أصبح واضح وقريب، لأن اختناق مشروعه الرجعي بدأ قبل أن يولد لمخالفته لمقتضيات العصر ومصادمته للطبيعة البشرية، ولذا يجب أن تعي الشرعية مسئولياتها التاريخية وتخرج من حالة التيه وتخرج الشعب من حالة البؤس الذي يعيشه على مدار الساعة.
وتعي أن التحديات العسكرية والأمنية التي تواجهها تكمن في عدم تفعيل دور هيئة رئاسة أركان الجيش وتمكينها من مهامها في كل شبر من الوطن، وعدم السماح لأي تشكيلات خارج نطاق الجيش والتصدي لأي تنسيق للتحالف مع اَي قوى غير الجيش الوطني.
وعبر قنواته المخولة من الشرعية وأن تشكل غرفة عمليات مشتركة مع التحالف وتحدد قنوات تواصل رسمية واضحة وشفافة، وتسهم بشكل واضح وفعال وجريء في تغيير خرائط تحركات التحالف على الأرض.
وتفعيل دور الديبلوماسية اليمنية وتحديدا علاقاتها العامة المتبنية لأهداف اليمن والتحالف على صعيد وخط واحد، وتضييق مساحة نقاط الخلاف وتوسيع نقاط التقارب الالتقاء، وعدم اتاحة الفرصة لإمام مسجد سلفي أهم ما يراه في الدين هو السواك والثوب القصير لإقامة علاقة مع ثاني أهم دوله في التحالف بينما تفشل قنوات الشرعية في خلق هكذا تفاهمات؟ استمرار الوضع بهذا الشكل لا يزيد الشعب اليمني إلا تيهاً وتشظي وإفراز المزيد من الويلات التي لن ينجو منها أحد.