من أكثر الدول تنوعاً في ثرواتها هي اليمن، ومن اكثر بلاد الله - تطفيشاً - للمستثمرين هي اليمن! وعن قصص الإستلاب والمنغصات التي يواجهها رجال الأعمال من إصول يمنية ومن دول اجنبية، فهذه القصص يمكن ان تفرد لها موسوعات، وقصصها من الغرابة ما يجعلنا نشعر ان هذا الوطن ما هو سوى ضيعة بيد - مافيا- تجّيره لصالحها ومصالحها.
عن قصص- التطفيش- لرجال الأعمال الذي رمى بهم حظهم العاثر في اليمن، هي قصة المستثمر ورجل الأعمال بل المحسن السعودي من أصل يمني - الشيخ علي عبد الله العيسائي- أطال الله بعمره. وبحكم هيام وتعلق قلب هذا الرجل الخير بالوطن، فقد كان لا يطيب له سكناً ولا إستراحة الاّ في -وعثاء- الوطن وبين حره وغباره ومتعبيه.
ولقد قرر أن يقدم شيئا للوطن، وذلك عبر شركة أقامها تولت تشييد مصنعاً حديثاُ - وصديقاً للبيئة- ينتج الإسمنت التي تزخر بمادتها الخام جبال اليمن. كانت وجهته هي مديرية - جعار- في محافظة أبين - قرية باتيس- وبرغم انه تلقى عروضا مغرية من -السودان- دول عربية عديدة ألاّ أن لسانه حاله - الأقربون أولى بالعروف -.
خلال 4 سنوات من العمل الجاد المتواصل ليلاً ونهاراً، أنجز الشيخ علي عبد الله العيسائي هذه الصرح العتيد في منطقة - باتيس- ودارت عجلات الإنتاج في هذه المصنع الحديث الذي يجب ان تفخر المحافظة وابناء المنطقة بإقامته على أرضها لتوفير مادة الإسمنت العالمي الجودة، وبالمواصفات الاؤربية. .
اليوم يعاني مصنع( أسمنت الوحدة) من مكايدات ومن تربصات تريد ان تحوله الى خردة من الفولاذ وتحرم أكثر من 1200 موظف وعامل من هذه المشروع ومن فرصة العمل والكسب . لقد ساهم المصنع العالي التقنية الذي كلف أكثر من 50 مليار ريال يمني، ساهم في إحداث حراك تنموي متواصل، فهناك حركة ناقلات وهناك مطاعم ومتاجر، تعيش وتستفيد من هذا الصرح الصناعي، بل وهناك توجه من قبل الشيخ العيسائي، لانعاش المنطقة ودعمها والتوسع في أنشاء مصنع الورق ، حيث والوطن بأمس الحاجة إلى هذا المنتج.
هل تصدقون انني كنت ضمن فريق العمل الخيري والتطوعي الطبي برعاية مصنع الإسمنت، واننا حصلنا على تبرع عبارة عن منحة مالية كبيرة من لدن الشيخ علي عبد الله العيسائي اطال الله بعمره، لدعم الحملة الطبية، ويشهد الله اننا صرفناها لدعم الحملة الطبية وبكل امانة واعدنا ما لم يصرف الى الصندوق، وكانت الحملة الطبية، بعد ان تناهى إلى مسامع الشيخ العيسائي ان هناك أنتشارا لمرض- الجذم - في بعض قرى -محافظة أبين- فهب من فوره لدعم الحملة الطبية.
- الجذم- يستوطن أبين!؟ نعم والله، يستوطنها، بل وينتشر بين بعض أسرها المُعدمة المُفقرة، ولكن هناك ما هو أشد من جائحة - الجذم- انه الفساد وكيد الكائدين لتشويه كل شيء جميل في وطني، وإشغاله بالمكايدات ووقف دوران تروس المصنع وإحالة 1200 عامل وخبير وموظف الى طوابير البطالة لغرض في نفس يعقوب!
آخر الكلام
يــَعزَّ على الإنسانِ مسقطِ رأسهِ**ولو كان قفراً لا يــُردُ بها صدى
*كاتب وأديب يمني مقيم في كندا