ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بقضية التقطع والنهب والقتل التي تعرضها لها الشاب اليمني الأمريكي عبدالله السنباني.
بعد غربة دامت عشر سنوات في الولايات الأمريكية، قرر الشاب عبدالملك وحيد أبيه وأمه أن يسافر إلى أرض وطنه، في زيارة يطفئ لهيب الغربة والشوق.
لم يكن يعلم عبدالملك ما يخبئه له القدر وماذا ينتظره. في المطار هناك في أمريكا، كان عبدالملك فرحا وكله شوق للقاء الأحباب، نشر مقطع فيديو لأحبابه يُعلمهم أنه في الطريق إليهم.
ما هي إلا ساعات حتى وصل مطار عدن، وهناك لم يصبر ولم يتمالك نفسه، فاستأجر سيارة أجرة علّه يصل سريعاً إلى أهله وأحبابه.
انطلق مسرعاً، إلا أن المجرمين حالوا بينه وبين وجهته وهدفه، فتقطعوا له، وأوقفوه، في نقطة أمنية تتبع اللواء التاسع صاعقة، التابع للأحزمة الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات بمحافظة لحج، ونهبوا كل ما لديه من أموال وهدايا، وأطلقوا عليه النار، فظل ينزف في العراء حتى فارق الحياة.
يقول زملاء له في نيويورك بالولايات المتحدة، إن عبدالملك السبناني لم تكن له عداوة مع أحد، بل كان مسالما مبتسما، محبا لبلده، وما دفعه للعودة إلى بلده هو شوقه وحنينه لأمه وأهله وأسرته.
ولأن الإجرام والكراهية والمناطقية ديدن مليشيا الانتقالي، قتلوه بطلقات نارية، وخرجوا برواية هزيلة لتبرير فعلتهم القبيحة والشنيعة. تقول أسرته إنه عندما كانوا على تواصل به، انقطع التواصل، فضطروا إلى السفر، إلى عدن، وهناك اكتشفوا أن ابنهم في ثلاجة مستشفى "الجمهورية".
ومما جاء في بيان النقطة الأمنية الواقعة في "طور الباحة" بمحافظة لحج:
(تمكّنت نقطة أمنية تابعة للواء التاسع صاعقة قطاع مديرية طورالباحة، أمس (الأول) الأربعاء، من القبض على شخص يشتبه في انتمائه للحوثيين.
وأوضح المستشار الإعلامي للسلطة المحلية بمديرية طور الباحة، جلال السويسي، تداعيات وأسباب الاعتقال، مشيرا إلى أنه تم الإبلاغ عن المشتبه به أثناء وجوده بصورة غير طبيعية في محطة مفرق الفرشة خلال تجوله بالمنطقة، والتقاطه صورا للمواقع العسكرية، ولديه مبالغ مالية بالدولار الأمريكي.
وأضاف: "أنزلناه من السيارة وهو في طريقه إلى تعز، ولكنه كان قد تمكن من الهرب مباشرة، لكن أفراد النقطة انتشروا، ولاحقوه حتى تمكنا من القبض عليه بعد أن قطع مسافة أكثر من نصف كيلو ركضا".
وأكد أنه تم إيداع المشتبه به سجن اللواء التاسع صاعقة بعمران لإجراء التحقيقات الأولية معه..)..
هذه الرواية لم تمر على رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين ساءتهم الواقعة فتباينت ردود أفعلهم:
"قبضتوا عليه بتهمة الاشتباه، طيّب لماذا قتلتوه؟ المتهم بريئ حتى تثبت إدانته.
"قانون الغاب، همجية، وبلطجة بكل ما تحمله الكلمات من معاني.. لا حولا ولا قوة إلا بالله"
"يا متوحشين، قطع أكثر من نصف كليو ركضا، وتشتوا مننا نصدق كذبكم، وتفاهة خبركم".
"وحوش بشرية، مهمتها القتل والحرابة، حقه محفوظ عند الله، ونحسبه شهيدا -بإذن الله-
حسبنا الله ونعم الوكيل".
"احفظو أسماء هؤلاء الذين في التقرير، وجمعوا أسماءهم، القطرة بقطرتين".
"هذي جريمة ضد الإنسانية. من أين جبتوا هذا الكلام إنه ينتمي لصنعاء. عبد الملك السنباني من مواليد أمريكا، قتلتوه عشان دولارات، كان أخذتم الدولارات، وتركتوه يعيش، هذي جريمة. سرق وقتلة، لا نقول إلا: حسبنا الله ونعم الوكيل"..
ولم تكن هذه الحادثة الأولى كما لن تكون الأخير، في ظل سيطرة مليشيات الانتقالي المدعومة من الإمارات، وفي ظل الإفلات من العقاب. فقد شهدت المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرتها، تصفيات كثيرة لناشطين وأئمة مساجد، ومسافرين، لم يحقق فيها إلى اليوم، ولم تلقَ اهتماما من قبل المجتمع الدولي.
ومازالت المطالبات بتشكيل لجان تحقيق دولية في كل تلك الحوادث، لإنصاف الضحايا ومحاسبة المجرمين على كل جرائمهم، وحتى لا تتكرر انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، إلا أنها لم تلقَ استجابة ولا تفاعلا من المنظمات الدولية الحقوقية ولا من الجهات الرسمية.