من "راشد محمد ثابت "يسكب دموعه درادش،، إلى محمد علي مانع "اليمن تنتظركم "،و"سعيد المساح" في نوح الطيور.
في حلقات سابقة تحدثنا عن الشعراء "عبدالرحمن عبدالجليل، وعبدالحميد الشايف، وأحمد الجابري، وعبدالكريم مريد"،،،
••هذه المرة سنتحدث عن شعراء آخرين تميزت قصائدهم المغناة بصوت أيوب طارش بفيض من الشوق والشجن للأرض والوطن ،
على سبيل المثال (حنين المفارق) أو (يا حاملات الشريم) ،كاتبها هو الشاعر والمثقف والسياسي والديبلوماسي المعروف ..راشد محمد ثابت..والتي منها :-
"ياحاملات الشريم والطل فوق الحشائش
معطرات الزنن فوق الصدور الزراكش
هيا اسبقين الطيور وغردين في الغباشش
لمَّين حشيش البكور واطوين سبول على المحاجش
ومن ندى الخير رشين قليب ولهان عاطش،
وغنين للبعاد اللي ترك قلب فاتش
هجر ولوعة حبيبه تسكب دموعه درادش "
هذا الفيض الدافق عاطفة وإحساساً تميزت به قصائد الشاعر المولود (في منطقة (الشويفة) بمحافظة تعز، عام 1944،
نال الشاعر نصيبا عاليا من التعليم في عدن ودمشق وألمانيا،
كما تقلد مناصب متعددة في جنوب اليمن سابقا وتسلم عدداً من الحقائب الوزارية، منها وزارة الإعلام والثقافة لعدة سنوات، ثم وزيرًا للدولة لشؤون مجلس الوزراء.
عين وزيرًا لشؤون الوحدة حتى عام 1990م، وبعد الوحدة اليمنية شغل منصب وزير دولة لشؤون مجلس النواب، ورئيسًا للجنة الأحزاب حتى عام 1993م، ثم سفيرًا في تونس والمغرب حتى عام 2000م).
غنى له كثيرون في الشمال والجنوب ،
••أما رائعة الحنين الكبير التي راجت كثيراً وأبكت ولاتزال ملايين المغتربين اليمنيين وهي "وامفارق بلاد النور "فهي للشاعر / أحمد علي مانع الجنيد، /،
والتي منها:-
"وامفارقْ بلاد النور، وعد اللقا حانْ
الوفا للوطن يدعوك، لبِّ النداء الآنْ
لا تغيبوا، كفى غربة ولوعة وأحزانْ
اليمن تنتظركم يا حبايبْ بالأحضانْ"
ثم يمضي بمهرجان الشجن في قصيدته ويقول :-
"يا غريب الوطن، يكفيك غربةْ وأسفارْ
الوفا دَيْن، يالله، شرفوا الأهل والدارْ
لا تردوا الرسائل، ما تطفي الورق نارْ
والنقود ما تسلّي من معه في الهوى شانْ"..
هذه القصيدة التي أسبغ عليها أيوب لحناً بالغ الحزن والتأثير لدرجة أنها أجبرت كثيراً من المغتربين على تفضيل العودة الى الديار ،،
شاعرها مغمور مقارنة بذيوع قصائده وهو المولود عام 1950 في قرية الكشرار في محافظة تعز ، وتوفي في أبريل 1991)،بعد أن التحق بعدد من المهام العسكرية بين صنعاء وتعز وعدن،
هو نفسه أيضاً صاحب الزفة الشهيرة ،
(زغردين ياشموس الحسن ليلة فرحنا)
وكذلك الأغنية الوطنية الشهيرة التي تحمل عنوان حماة الوطن والتي اشتهرت باللحن الأيوبي المتميز ومنها :-
"عانقي الأفراح يا أرض الصمود ..واطربي في يوم صناع الخلود
واهتفي شدي الأيادي ياحشود..عاش عاش الجيش حراس الحدود "..
•أما عنفوان الحزن الذي تجلى في واحدة من روائع أيوب طارش والتي تتعاطى مع الغربة والفراق والتي جابت الآفاق شهرةً وذيوعاً وهي"نوح الطيور " :-
(نوح الطيور أثار فيَّ الأشجان
في من بقلبي حبهم تمكن
وزادني فوق الهموم أحزان
فراقي المحبوب وغربة الدار
أبكي وأنوح على فراق الأحباب
وأعيش في الغربة شقي معذب"..
هذا الفيض من المشاعر في هذه المغناة هو للشاعر "سعيد علي علوان المسَّاح، "
شاعر تهز كلماته الوجدان وتذكي العواطف ولكنه هو الآخر مغمور رغم هذا الرواج لقصائده ويكاد جميع متذوقي قصائده المغناة لا يعرفون حتى اسمه للأسف ..