عبدالحميد الشايف .."راهب الحب والفرح والتصوف".. صابر صبر أيوب
المنشور السابق كان عن الشاعر عبدالرحمن عبدالجليل أحد أبرز من غنى لهم أيوب طارش،،
والحديث اليوم عن شاعر مرهف غنى له أيوب أغان ذائعة بالغة الدهشة والإحساس ،،الشاعر عبدالحميد شائف محمد عبده الأغبري "عبدالحميد الشايف،،وهو صاحب "
مُقَدَّر لي ومكتوب.. أعيش العمر متعوب
صابر صبر أيوب..،هذه المغناة التي راجت وملأت القلوب والأرجاء ،بذلك اللحن الذي أبدعه أيوب،
..الشايف المولود في قرية الحُريم حيفان تعز 1947،والمتوفى في يونيو 14-6- 2017 تميز رحمه الله بكتابة القصيدة التي تجعل المرء يسافر مع معانيها ودلالاتها الى عوالم من الحب والشوق،
يكفيه أن كل اليمنيين يطربون ويفرحون ولا يتم سرورهم إلا على وقع كلماته الخالدة في الزفة الشهيرة التي رونقها أيوب بشكل لايتكرر والتي منها :-
بسم الله اسم الله العلي
عروسنا بين الحُلي
اتعوذي ألا بسملي
أمّ العروسة وكِّلي
يا ساعة الزهره اقبلي
يا شمسنا هيّا اقبلي
من ضوء نورك حوّلي
زيدي على حسنك جمال
بالعفّه والغنج الحلال
صباح الخير وإصباحه
صباح صبّح على الأحباب
صباح من جاء معانا طاب
ياصباح الرضا على مشارف بلادي
يا بكور افرحين وزيّنين النوادي
والشباب.. الشباب الأسد أهل الأيادي
يا حسود افْتكِدْ سوّي لقلبك عزيمه
الشايف الذي عمل في السلك العسكري منذ تخرجه من الكلية الحربية بصنعاء عام 1958 وتنقل في عمله في السلك العسكري بين صنعاء وتعز وعدن كان أحد مناضلي ثورتي 14 أكتوبر وسبتمبر وحصار السبعين ،
هام الشاعر حباً وأنشد أحلى المعاني التي ترجمها صوت العملاق أيوب طارش والتي منها
"فاض بي وجدي وأضناني الشجن
أيها الأحباب غَنُّوا هذه الدنيا لمن
هذه الدنيا أغاني وأماني وتهاني
فانشدوا أحلى المعاني ليلنا أنس وفن
لست وحدي من يعاني .. كم كذا مثلي معاني
تاهوا في دنيا الأماني .. حرَّق الدمع الوجن
سأغني وليذوب العاشقون ..
وأصحِّي الليل في عز السكون"
وكانت هذه باكورة تعامله مع أيوب في السبعينيات منذ تعرفا على بعضهما،ثم توالت بعد ذلك أعمالهما ،
الشايف عانى وقاسى البين والفراق وترجم الأحاسيس من خلال قصيدة "الحبيب الغائب" الشهيرة وذات اللحن الأيوبي المتفرد والتي منها
"أبات الليل.. أشكو الويل..
مدامع مقلتي كالسيل
نفد صبري وفاض الكيل
وحن قلبي حنين العيل
لمن أشكو سواك وا ليل،
إلى أن يقول :-
على خدودي الدمع كاللآلي
حتى حمام الدار رثت لحالي)
—————
توالت قصائده العصماء بصوت أيوب ومنها الرائعة الوطنية العاطفية التي مما ورد فيها :-
"ضمَّني يا حب لملمني
وواسيني وعاتب
نير لي دربي
وضوِّي لي الجوانب
لم يعد قرصان في الساحل
ولا في الباب حاجب"..
———-
خاطب الشاعر الشايف "صبايا حوض الأشراف"،وتغزل وأجاد تعبيرا ،كما أتقنها أيوب تلحينا وغناء ،ومما فيها :-
صباح الخير .. صباحك خير دايم
صباح الخير .. صباحك ورد باسم
صباح الخير.. خذ قلبي المسالم
صباح الطل في خدك لآلي..
صباح الخال فوق الخد حالي
صباحك يا صبايا حوض الاشراف..
صباح اهيف نهب قلبي تحلّاف،،
——
هو أيضا صاحب مغناة "هيت لك ياحب عودي .."
————
الشايف الذي تشبع بالصوفية والزهد ،وخاصة بعد دراسته في معهد الدراسات والعلوم الفلكية بالقاهرة متخصصا في علم الفلك والتحليل النفسي والروحانيات، عاد الى تعز وافتتح عيادته للعلاج النفسي ،
عاش مراحل تصرف متناهية الاخلاص وتجلت في قصائده المغناة بصوت أيوب ومنها :-
"إني إليك جئت .. بخطايا وذنوب
مالي ربي غير عفوك .. فارض عني لأتوب
بين إصبعك القلوب.. وانت أدرى بالقلوب
قلِّب اللهم قلبي .. قبل أن قلبي يذوب"..
وكذلك قصيدة "رمضان ياصائمين ..شهر رب العالمين "..
——-
له كذلك أغان وطنية منها المشوار الأعظم :-
وجهك يامايو محفور ..في صدري مرسوم بالنور ،
للشاعر الشايف أعمال عدة معظمها لم يطبع بعد :-
ومنها : 1- هامو إلا كيف ما شبكيش، ديوان شعر عامي/2004م.
2- الكف الفراسة والحاسة السادسة،. 3- ديوان البحر،
ديوان مخطوط. 4- ديوان الفيض، "شعر -. 5- صبر أيوب، ديوان شعر -.
وله رسائل كثيرة في فنون مختلفة, نشر بعضًا منها ضمن كتب العلامة (أحمد بن علوان)؛ وله العديد من القصائد الفصيحة ومقطوعات الشعر الغنائي)؛ وقد غنى له أيضاً كثير من الفنانين اليمنيين ،،
الرحمة تغشاه والخلود لروحه،،
..بالمناسبة عاش الشايف زاهداً،لدرجة ان صوره غير متاحة ،وهنا صورة له حصلنا عليها بالتنسيق مع صديقيAbu Mohammed Al Mekhlafi الذي ساهم في مدي بمعلومات وافية عن الشاعر