الشاعر عبدالرحمن عبدالجليل .."البعيد الذي ننادي "..
ياما صبرت وقاسيت"،"سحرك يا أرضي فريد "..
[يا ما صبرتُ وقاسيت من بعد ما كنتَ لى اضويت
ليتك ترى كيف حالى ليتك ترى الف يا ليت
اقهرت قلبى وجافيت ..قاطعت من بعد ما ابليت
مكنت منى همومى اسرتنى وانت وليت]
هذه واحدة من الروائع والملاحم العاطفية التي كتبها الشاعر الكبير عبدالرحمن عبدالجليل السامعي،وعنوانها "نداء البعيد"،
هام بها فنان هذه البلاد ورمزها الفني البارز أيوب طارش عبسي،
هيام أدهش الملايين ولايزال،
لحن يجبر سامعيه على الإصغاء،حتى منتهاها عند قوله "من حين أقداري طرحتني في الحب خلاني ..ماعيش إلا بك وحناني ماعاش به ثاني "..
عبدالرحمن عبدالجليل ..أعذب وألطف من كتبوا القصيدة ،،
هذا الشاعر بالمناسبة كانت كل قصائده التي غناها أيوب طارش هي من ألحانه نفسه وبقي طوال فترة حياته يفضّل ألا يعلن أيوب أن الشاعر هو الملحن ذاته،حتى وافاه الأجل في مايو 2010 وهو في الرابعة والخمسين من عمره،،وهو في غمرة عطائه الإبداعي وحينها أعلن أيوب عن هذا السر وأوضح أن جميع أغاني الشاعر من ألحانه نفسه،،
"يمكنكم الاستماع الى "نداء البعيد "،كي تدركوا ذلك التنقل اللحني الجميل في إطار القصيدة نفسها ،،
أما ذلك العجب والإدهاش في قصيدة "سحرك يا أرضي فريد"،يجعل من سامع أيوب يسبح في ملكوت القصيدة واللحن حين يقول.
"معشوقتي أرضي بلادي
محراثي جهدي يدي
حبيتها من كل قلبي
حبها بي أبدي
سحرك يا أرضي فريد
دنا ليلك وليل به
أنت معشوقي الوحيد
دنا ليلك وليل به
فيك هنا العيش الرغيد
دنا ليلك وليل به"،
كعذوبة مشاعره بقيَ الشاعر متنقلاً بين مدينة تعز وسامع ودمنة خدير محباً للناس ومساهماً فاعلاً في حل قضاياهم بصدق وإخلاص وحب لصلاح الشأن ،فليس لإنسان مرهف بهذا القدر إلا أن يكون ذَا قلب محب للجميع ،،
كان شيخاً بارزاً مختلفا فهو لغوي متمكن ومثقف واسع الباع ،سياسي حصيف فكان رحمه الله أحد أبرز مؤسسي حزب المؤتمر الشعبي بتعز،لكن اليمن كانت حزبه الكبير ،،
"يا ركنتي»:
يا ركنتي عادك محب أركن
والا فقل لي شستضي لي أحسن
شاطوي أمل روحي المحب واذهن
من غفلتي وادري هواك وأمن
شاحوي أمل حبك كثير وأذعن
وعندك أتوسل بكل ما أمكن
لا عاد شاتساكي ولا عا شسهن
ولا على ما أعطاك قلبي شاحزن"
هذه أيضا واحدة من قصائد المرحوم بصوت أيوب ،
بالمناسبة الشاعر عبدالرحمن عبدالجليل كان عازفاً متمكناً وذا ذائقة عالية،وصوت جميل ،لكن ربما لاعتبارات اجتماعية لم يكن هذا معروفا عنه لدى الجميع ،،
رغم معرفة أيوب به منذ الثمانينيات إلا أن ماغناه له عدد محدود فقط من القصائد ،لكنه كان غزير الانتاج ،ولم تتح لهما فرصة لقاءات متتالية وكانا على وعد باللقاء"حسب تصريحات صحفية لأيوب " لكن القدر كان أسبق،،
•شخصيا ًالتقيته مرة واحدة لنصف ساعة فقط في إحدى الفعاليات بتعز في 2007 تقريبا وبقيت على وعد بتجدد اللقاء من خلال المرحوم يحيى علاو ،الذي كان صديقا للشاعر ودائم اللقاء به،باعتبارهما من المنطقة ذاتها ،وتواعدنا بالتنسيق للقاء ،ولكن سبحان الله فكلاهما توفي خلال أقل من شهر ونصف،،
وفاة الشاعر كانت في 4 مايو 2010
وفاة علاو كانت في 14-6-2010
•قبل أشهر التقيت ببعض أقاربه في منزلهم بالدمنة وتعرفت على تفاصيل كثيرة عن حياته وبعض قصائده،التي تحمل فيضاً غزيراً من الرقة والعذوبة ،،
ووعدني حينها أحد أقربائه صديقي وزميلي حكيم السلمي ،بموافاتي بصورة شخصية واضحة للشاعر ترافق هذا المنشور ولكنه حتى الآن لم يفعل 😀...
ولكننا اتفقنا على السعي لطباعة أعماله مع بعض الجهات المهتمة لعلنا نسهم في الحفاظ عليها مكتوبة ،ونجد من يتبنى ،،
كان الشاعر عبدالرحمن عبدالجليل من الـ(1000) المؤسسين للمؤتمر الشعبي العام، وشيخ مشائخ سامع ورئيس فرع المؤتمر بالدائرة 68 بمحافظة تعز...
••رحم الله الشاعر ،،وحري بنا وبجيل بأكمله ومؤسسات وجهات أن تتبنى هؤلاء في حياتهم وحتى في الممات من خلال التعريف بهم وبأمجادهم،،