في الخامس عشر من يوليو المنصرم بعد أستكمال السيطرة على محافظة البيضاء من قبل الحوثيين قال حسين العزي وهو نائب ما يسمى بوزير الخارجية في حكومة الإنقلابيين (في بالي لم يخطر قوة محلية مؤهلة للدخول في حوار معنا سوى ما يُعرف بالمجلس الإنتقالي على الأقل معهم (قايد راس) بقية المرتزقة ذيول بلا راس).. جاءت هذه التغريده كشكر للإمارات بطريقة مبطنة (للقائد الرأس) على ما قدموه من خدمة جليلة للحوثي في البيضاء، أما ضاحي خلفان الذي يتلقى تغريداته من أمن الدولة التي يديرها خالد بن محمد بن زايد قال أن لديه في البيت حوثيين وهذا تهديد مبطن للسعودية ويشي بصورة أو بأخرى عن التنسيق الإماراتي الإيراني الذي قوبل بعاصفة نارية من جمهور المغردين السعوديين الذين يتبعون إدارة الحرب الإلكترونية في المخابرات السعودية، وكما نعرف فأن المخابرات السعودية في السابق وزعت المهام بين العمداء والكتّاب الذين تديرهم بين مؤيد للإمارات والإنتقالي وما يسمى الجنوب العربي ومؤيد للشرعية.
ظلت السعودية تلعب بالبيضة والحجر في الموضوع اليمني فبعد أن أطبقت سيطرتها على الشرعية وأصبحت المخابرات السعودية هي من تدير الحكومة اليمنية حتى أن الرئيس هادي أبلغ أحد الدبلوماسيين الغربيين بعد أن سأله عن دور رئيس الحكومة في الحد من التدهور الإقتصادي (لم أعيّن هذا الرجل)، أرادت (السعودية) إستمالة الإنتقالي وتماهت مع الإمارات في صناعة إتفاق الرياض وضرب مراكز قوة الشرعية وأعطاء عدن وسقطرى والمكلا للإنتقالي الذي أعاد صياغة قوته العسكرية والأمنية في جو مريح وأصبح عيدروس يتصرف في عدن كرئيس متوج.
الإنتقالي ظل مخلصآ لأسياده في أبوظبي وكانت المؤامرة في البيضاء بين الإنتقالي والحوثي بإشراف إماراتي-إيراني لتسليم ما تبقى من المحافظة للحوثي وضرب حصار على مقاومة البيضاء من إتجاه يافع وفتح التنسيق الأمني عن آخره بين الحوثي وما يسمى بالحزام الأمني في يافع قد رفعت منسوب القلق السعودي مما جرى لمستويات لم نعهدها من قبل عبر حملة مغردي السعودية ضد الإمارات ترافق الأمر مع تدابير إقتصادية سعودية ضد الإمارات.
شبوه كسرت ظهر أبن زايد وبددت أحلامه عندما دمرت مشروعة وقطعت جسم الثعبان وجعلت من شبوه أحد ركائز الشرعية الأساسية، أدرك أبن زايد أن الإنتقالي أضعف من أن يخترق جبهة الشيخ سالم مابالكم بشبوه ففتح الحوار مع الحوثي بإشراف إيراني وجرت محادثات في الإمارات بين قيادات حوثية وقيادات تتبع المجلس الإنتقالي وجوهر هذه الحوارات هي التنسيق بين الطرفين وخروج التنسيق في مرحلة لاحقة إلى العلن كما عبر الحوثي أنهم يستحقون الحوار فلديهم (قايد راس) هكذا كتبها. كانت أهم نقاط هذا الحوار بين الطرفين وجوهره أن مأرب طحنت جحافل الحوثي طحن وخسر في تلك الجبهة عشرات الألوف من جنوده وشبوه دفنت مشروع الإمارات بفوهات المدافع والإمارات معنية بتخليص مأرب من حكم (الأخونجية) والحوثي معني بتخليص شبوه من حكم (دواعش حزب الإصلاح) ليلتف على مأرب لعله يحرز نصرآ عبر هذه الخطة، لكن أن يدخل الحوثي شبوه ثم يسلمها للإمارات أمرآ سيكون مكشوفآ وسيعود بتداعيات سيئة على الحركة الحوثية حتى من داخلها فتم التفاهم على أن يجتاح الحوثي بيحان وصولآ إلى عتق وقوات لواء بارشيد في المكلا التي تم تعزيزها مؤخرآ تتجه للساحل وتبسط سيطرتها من بالحاف حتى أحور وأحمد بن بريك في تغريداته الأخيره عن سيئون ونفاذ صبره وتهديداته هي فقط لحرف الأنظار عن الخطة الحقيقية.
الإمارات وبشكل واضح تريد تكسير العظام السعودية في اليمن وكانت طوال السنوات السابقة كلما أكلت رمت للسعودية عظم فهي مطمئنة أن عدن والمكلا وسقطرى والساحل الغربي بيدها وستتعاون مع الحوثي لإستعادة أبين وتقاسم شبوه وستبقى السعودية تستنزف في مأرب حتى تقع كالثور الأسباني. السعوديون لم يتحركوا بشكل جدي لمحاصرة هذه الخطة وإفشالها لأن الإمارات وطوال السنوات الماضية قد ثبتت أتباعها داخل هرم السلطة السعودية من السعوديين أنفسهم وكذلك رجالها في الشرعية، هذا المحور الثنائي يشكل آل جابر ومعين عبدالملك أبرز أضلاعه وهذان الرجلان يخدمان الإمارات كما لم يخدمها طحنون بن زايد نفسه وهما اللذان أوقفا الجيش في نقطة العلم -(مع أثنين من الرئاسة) سيأتي الوقت لذكرهما- وأصبح وجبة شهية للطيران الحربي.
تحتاج السعودية لخطة مضاده لإفشال هذا التنسيق الإماراتي الإيراني وإيقاف تمدد الحوثي أهم ركائزها:
- التخلص من رجال الإمارات في الأجهزة السعودية نفسها وكذلك في الشرعية وعزل آل جابر ومعين عبدالملك يجب أن يكون أولوية الأولويات ليدرك الناس أن هنالك تغيير في السياسة السعودية مما سينعكس إيجابآ على معنويات المقاتلين على الأرض.
- الإعلان عن رفض الإنتقالي تنفيذ إتفاق الرياض وتحمليه مسئولية عدم التنفيذ وتشكيل حكومة جديده بدون الإنتقالي.
- دعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظتي شبوه ومأرب دعمآ حقيقيآ وهم كفيلان بإفشال الخطة الإماراتية الإيرانية بل وتحقيق النصر وتحرير محافظات جديده وصولا إلى صنعاء.
- دعم الإقتصاد بشكل جدي عبر الحكومة الجديده لضمان أستقرار أسعار الصرف ودفع مرتبات الجيش ودعم المقاومة الشعبية بشكل منتظم.
أن هذه الركائز الأربع هي الكفيلة بتغيير المشهد لمصلحة الدولة وحليفتها المفترضة السعودية مالم فأن الحمل سيقع كله على عاتق رجال شبوه مأرب وهؤلا سيقاتلوا حتى آخر نفس لكن أن تقاتل بإمكانيات محدوده وحليف يتوارى خلف خجله من أن يتواجد بفعالية على الأرض معك ويكتفي بالطيران الذي يساعد في الدفاع لكنه لن يمنحك قدرة الهجوم فهي العظمة كلها والنصر من عند الله من قبل ومن بعد.