لا تمنحوا أي أمل، وهذا هو الباعث على تحول الحياة لشكل من الموت.
كل الانقلابات في العالم وهي انقلابات حالة رعب وهواجس وتوقعات سيئة ، ما تلبث وفي اليوم الأول تصدر بيان طمأنة وبعدها يبدأ الناس في اكتشاف جانب مطمئن وباعث على القبول والتوقعات المتفائلة ، متبادلين في وعيهم الجمعي أنهم ربما بالغوا في مخاوفهم من سلطة ها هي تحافظ على وظائف الدولة من حماية وأمن ورواتب ناهيك عن حماية الخارطة والإعلاء من شأن السيادة الوطنية .
والأهم حياة الناس اليومية وإدارتها بوعي إيجاد حلول لفئات المجتمع وليس الإدارة بالحرب .
أفكر : هل لديكم تلك الحالة من اجتماع السلطة العليا لبحث : كيف نحل مشاكل الناس ؟ الدخل والرواتب ومنح امل أننا دولة الجميع .
لا تريدون التخلي عن أي شئ للناس لأنكم تعتبرون الموارد برمتها غنيمة حرب ولذلك تستمر الحرب وقد حظيتم بالجانب المقابل النسخة المعدلة منكم على هيئة طاقم يعيش ويجني مزايا الحرب ولم يتمكنوا أو يفكروا بمنح أمل للهرب منكم إلى نطاق سلطتهم الورقية التي غابوا عنها في الواقع ، لم يتمكنوا من تأسيس مثال باعث على التفاؤل في عدن بل تركوها لتغرق في مستنقع الارتجال والنهب والتبطل السياسي ، والناس بينكما حالة وجودية ينقصها الأمل الضروري لأي حياة إنسانية ، الأمل الذي بدونه تتحول الأيام لنوع من الخبط في العتمة والإحساس العميق بالقنوط والخذلان .
المراكز والمؤسسات الأمنية والعسكرية وحتى الإيرادية هي بأيديكم، ورحتم تحتكرون أي وظيفة كبيرة أو صغيرة وفقا لشرط أن يكون منكم، حتى عناصر الأجهزة الأمنية استبعدتموهم بدافع الارتياب.
امنحوا الناس رواتبهم بدلا من ترديد الكلام العبيط عن أن السعودية مفترض تدفع رواتب مواطنيك، وفكروا قليلا بدلا من هذا الاستخفاف الساذج وقدموالحد الأدنى إن لم يكن من الإلتزام الأخلاقي تجاه مواطنين وقعوا في نطاق سلطتك فلتكن رشوة الانقلابات وأساليبها في جعل توقعات البشر اقل فداحة من مفاقمتها بالممارسات الواقعية الخاطئة وإيصالها لذروة العبث والقنوط .
في كل حرب أهلية من يتصرف بمسؤولية دولة سيكون هو الدولة ومن يتبع اسلوب عصابة سيظل عصابة .
أنت أو هو، لا يهم.. ما يهم الآن هو من يمكنه منح اليمنيين إيماءة أمل تمكنه من القدرة والسبب للاستيقاظ صباحا وأمامه دنيا قابلة لأن تعاش .