طيلة حكم المخلوع ولسنواته الطوال حاول أن يرسم صورة قاتمه في المخيلة الجمعية لليمنيين عن مارب والجوف وأبناء تلك المحافظات صورة تشوبها الكثير من التلفيق البهتان ويقدمهم كمجموعة من المخربين والظلاميين.
كان النظام السابق يدرك أهمية تأثير محافظة مارب على مستقبل حكمه وتسلطه على رقاب الشعب بما تمثله من مخزون ثرواتي للبلد ومن عمق قبلي وحضاري ضارب في أطناب التاريخ. فعمل بشتى الوسائل وبما تملك من أجهزة دعائية وأمنية وبروباجندا إعلامية على رسم صورة سيئة عن هذه المحافظة العظيمة وأهلها.
بعد ذلك أنصفتهم ثورة فبراير 2011م حين اندلعت شرارتها فالتحق أبناء مأرب الشامخة بالثورة وتغيرت تلك النظرة السائدة التي زرعها نظام المخلوع في إذكاء النزاعات والصراعات وسط أبناء المجتمع اليمني الواحد.
لكن التاريخ والواقع اليوم ينصف محافظة مأرب وقبائلها السبئيين العظماء ، حين نفذ المخلوع انقلابا على الثورة والجمهورية بشراكته مع جماعة الحوثي الطائفية الإمامية بدأ في اجتياح المدن والمحافظات مثل سراب الجراد ، ظلت محافظة مارب شامخة ووقفت عصية على الركوع ولي الذراع واجهت شريكي الانقلاب صالح والحوثي بما يملكهما من ترسانة عسكرية مهولة تم شرائها من أموال الدولة ومن ثروات محافظة مأرب النفطية فاستولت عليها المليشيات.
خرجت قبائل مأرب إلى المطارح تعد العدة وتقف بالمرصاد للانقلابيين ، تحولت مارب إلى مأوى لكل رافض للمشروع الإنقلابي الإمامي ، حضنت جميع الأحرار في الجمهورية حين ضافت عليهم مدنهم وبلدانهم التي استولت عليها المليشيات.
انتصرت مأرب ودحرت قوى الهيمنة والتسلط ، وقدمت نموذجا رائداً من المحافظات المحررة من خلال استتاب الأمن والإستقرار وحكم النظام والقانون.
مأرب تمكنت من كسر أخطر مشروع كهنوتي إمامي حاول أن يستعبد اليمنيين لألف عام قادمة، سيقف التاريخ بإجلال وشموخ وكبرياء أمام عظمة وتضحيات قبائل المحافظة حين انحازوا لمشروع اليمن الحضاري والتاريخي الكبير.
ها هي اليوم تستعيد مأرب مكانتها التي عملت الهضبة "الإمامية" على طمسها و غمطها طويلا بتقديم مأرب وقبائلها للعالم على أنهم قطاع طرق ومخربين.
مأرب تثبت اليوم لليمنيين والعالم أنها قلب اليمن وعمقه الحضاري الذي كان يوما واحدة من أعظم حضارات البشرية ممثلة بدولتي سبأ ومعين.
تعظيم سلام يا مأرب