يذهب رئيس تنظيم العدالة والبناء محمد ابو لحوم الى جنيف مفاوضا في صف المليشيا، وامين عام الحزب ذاته عبدالكريم جباري مفاوضا في صف الحكومة ، يتبادلان الابتسامات والهزوء ويجلسان قبالة بعض ويحرصان على ابداء وجهات نظر متزمتة، وعدم التنازل امام الكاميرات عن الخطوط العريضة لاطراف التفاوض.
لاحقا سنجد ابو لحوم في الرياض الى جوار جباري الذي اصبح نائيا لرئيس الحكومة، يجتمعان مع الزياني والمسؤلين الخليجيين وبقدمان رؤية للخلاص انطلاقا من تجربتهما الانفشاخية بين صنعاء والرياض.
هذه الحالة ليست الاولى أو الوحيدة من نوعها فالاطراف والاحزاب السياسية اليمنية تتقن فن القسمة على اثنين في حالة المكاسب ولاتقبل القسمة على أحد في حال الخسارة ..
ولم يكن مستغربا وجود ممثلين عن تلك الاطراف موزعين على عواصم ودول الاستقطاب وكل طرف يغني على ليلاه ،وجميعهم لا يقطعون شعرة معاوية ابدا حتى مع القتلة والسفاحين ..
دبلوماسية الفشخة أو رجل في صنعاء واخرى في عدن وثالثة في الرياض ورابعةفي طهران مهارة تتمتع بها القوى النتهازية وتجيد التقفز من خلالها كبراغيث لايمكن الامساك بها أو معرفة أماكن تموضعها .
المؤتمر انقسم على نفسه أو هكذا يتم تصوير الموضوع بينما مازال الجميع في جراب الحاوي ومازال الساحر يلقى بعصاه في وجوه الجماهير فتتحول لثعابين تلقف ما يطرحون .
المجتمعات المدمرة والقوى التي تعيش على وفق مبادئ النفعية العامة انتجب وعيا انتهازيا مدمرا ، لذا ستجد اسرة يتوزع ابنائها بين عدة تيارات فكرية وسياسية تتناقض وتتضاد ويتعايشون فيما بينهم ولاينجحون في نقل ذلك التعايش خارج الاطار الضيق، بل ستجد كل واحد منهم يحرض ضد الفكرة الاخرى ويجند الاخرين للذهاب لقلب المعارك ولا يجد حرجا من الافصاح بأنه لم يكن يتوقع وجود هذا الكم من الحمقى والمغفلين.