وهم التدخل الروسي الإيراني في اليمن قد يعين ميلشيات الانقلاب على الصمود لكنه يفقدها الكثير من الفرص ويضاعف كلفة هزيمتها.
إيران مستنزفة في سوريا منذ 5 أعوام وتمرغت كرامتها في الوحل ولولا التدخل الروسي لكانت انسحبت مهزومة.
روسيا الأخرى تريد حصتها من تقسيمات الشرق الأوسط الجديد الذي بدأته واشنطن منذ 2003 باحتلال العراق وتسليمه لإيران ؛ لكن روسيا مستنزفة في سوريا كما هو الحال في اوكرانيا.
طهران وموسكو على أكثر من جبهة يقاتلون وخسائرهم على كل الجبهات بالذات جبهة الاقتصاد وانهيار أسعار النفط، وتهديدات عمائم قم بالتدخل في اليمن تهديدات فارغة خوفا من تدخل سعودي تركي في سوريا.
أقصى طموح لطهران في اليمن هو أن تدخل هذا البلد الفقير في فوضى وحروبا أهلية وتطمح لتوسع رقعة الإرهاب من خلال داعش والقاعدة لجر امريكا في تدخل جديد تنفذ من خلاله مرة أخرى عبر ميلشياتها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
كما أن الفوضى التي تعمل على اثارتها من خلال عدم الوصول إلى برنامج إيقاف الحرب وبدء مرحلة انتقال سياسي هو لإطالة أمد الصراع لاشغال السعودية ودول الخليج بخاصرتهم بدلا عن الأمن الإقليمي الذي يدخل في إطاره العراق وسوريا ولبنان التي تبتلعهم إيران بهدوء.
تنظر إيران إلى أن الفوضى في اليمن تمزق النسيج الاجتماعي وتساهم في خلخلة بنية الدولة لتكون لقمة جاهزة لها بعد 8 سنوات تهتم خلالها بهضم اللقم السابقة ومنع انهيار اقتصادها الداخلي.
لكن ماذا يعني لو تدخلت تركيا والسعودية في سوريا ونشبت جبهات تحرير في لبنان والعراق والأحواز الداخل الإيراني.
هنا فقط يمكن أن تراجع واشنطن سياسة تسليم المنطقة للنظام الثوري الطائفي، وأي سقف أدنى من ذلك معناه تمدد إيراني متوقع.
نقلا عن صفحة الكاتب بالفيسبوك