ما يحدث اليوم من مواجهات عسكريه وقتل وتدمير في كل ربوع وطننا الحبيب هو نتيجة حتميه للالتفاف الغادر والخبيث والمكر الذي تحالف عليه الرئيس السابق صالح وجماعة الحوثي وتعاضدت معهما القوه الإقليمية المتمثلة بالمشروع الفارسي الايران الذي يرتكز اساسا على تقسيم المنطقة وادخالها في حروب وصراعات عرقيه وطائفيه كما هو حاصل اليوم_ على ثورة ١١فبراير.
التي قام بها شباب اليمن ضد نظام علي صالح المستبد والذي رفض اي رؤيه تغييريه صادقه لاصلاح نظام الحكم وترشيده وتوسيع دائرة الحريات والحقوق ودعم الحياه المدنية في البلاد.
كما لم يستجب لدعوات الاصلاح الاقتصادي ورفضه الرؤية المتخصصة لاصلاحه كما انه دعم وغذى الدعوات المناطقية والطائفية والمذهبية في شمال البلاد وجنوبه و كان يسير سيرا حثيثا نحو توريث نظام الحكم لاولاده واسرته من خلال تمكين اسرته من القياده في المؤسسات الامنية والعسكرية والمالية.
وكانت المحصلة لنظام حكمه بعد ٣٣عاما من حكمه للبلاد فشل للدولة في كل مجال و قد سميت هذه الثورة في حينها ثورة الشباب السلمية كان كل الثوار هذا شعارهم حبا في التغيير بصوره سلميه وحفاظا على مقدرات الدولة ومؤسساتها من التدمير وتفويت الفرصة على من يريد جر البلاد الى الحروب من طاقه الى طاقه كما قد قيل وكانت ثوره سلميه ضد السلطة القائمة لا ضد الدولة بمؤسساتها ومصالحها.
لكن الذين وقفوا ضد الثورة السلمية وحاولوا القضاء عليها وجرها للعنف ظلوا يحيكون المؤامرات وينسجون خيوط اللعبة مستفيدين من ما منحتهم الثورة من حصانه سياسية.
ومن تواجد انصارهم ومواليهم في اجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة خاصة الجيش والامن ، اضافة الى استدعائهم الماضي بخبثه وعنفه وانانيته وعنصريته ليجهزوا على مشروع الثورة السلمية وقتل ارادة الشعب وشبابه في التغيير.
وكانت اولى خطواتهم في الاجهاز على مشروع التغيير هو الاجهاز على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني و ماخرج عن الحوار الوطني من مشروع دستور.
واهداف ثورة التغيير بعد رفضهم لمخرجات الحوار صراحة وقيامهم بالانقلاب على السلطة الشرعية ومحاصرتهم للرئيس الشرعي والحكومة واعلانهم لما يسمى بالاعلان الدستوري.
وكان لهذا الانقلاب وادخاله للبلاد في حرب ضروس دور كبير في توحيد الامه والجزيرة العربية ووقف الجميع صفا واحدا لمواجهة الانقلاب _ وخاصة المملكة العربية السعودية ودول الخليج_ على السلطة الشرعية لما يحمله هذا الانقلاب من بصمات واضحه للمشروع الايراني الفارسي الذي يستهدف الامه العربية والاسلامية في وجودها وتأريخها ودينها ومقدساتها
ويمكن ان نقول ان ثورة ١١فبراير مرت بمحطات عده وتحولات تأريخيه مهمه هي:
* محطة الثورة السلمية تمثلت بوسائلها السلمية كالمظاهرات والاعتصامات والاضرابات واستمرت ما يقارب السنتين في العاصمة صنعاء في ساحة التغيير وشارع الستين والمحافظات ذات الكثافة السكانية وما قدمه الشباب من تضحيات في هذه الساحات من دمائهم واوقاتهم.
* محطة الحوار الوطني وما نتج عنه من مخرجات مؤتمر الحوار ومشروع دستور وقد حاولوا بكل الوسائل عرقلة الحوار واعاقته فلم يستطيعوا لكنهم نجحوا في تأخيره عن وقته المحدد.
*المحطة قبل الأخيرة المواجهات العسكرية التي فرضها الانقلاب على السلطة الشرعية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني من الذين وقفوا ضد ارادة الشباب والشعب في التغيير السلمي في البلاد وقد كانت هذه المواجهات بدافع الانتقام من الاشخاص والاحزاب والمؤسسات التي ساندت ثورة التغيير وبدافع السيطرة على مؤسسات الدولة بقوة.
* محطه لاحقه وهي بعد انتهاء العمليات العسكرية واندحار الانقلاب وعودة مؤسسات الدولة للسلطة الشرعية وهي محطة بناء الدولة على ضوء مخرجات الحوار الوطني، واقرار مشروع الدستور والشعب اليمني كله شوق لانتظار تحقيق هذه المحطة لان المحطة الأخيرة هذه هي غايه كل ما سبق من المحطات ولا قيمة حقيقه لكل ما سبق ان لم تتحقق هذه المحطة هي بناء اليمن الجديد والدولة الحديثة.