الجميع يدرك ان المملكة العربية السعودية قد تغيرت بل تسامقت وشمخت وصلب عودها، وتعودت اليوم أن تركب المخاطر وترتاد الصعب ولا تتهيب الأهوال، وهي حالة استدعتها عوامل القهر وخذلان الحليف ورداءة الزمن ومكر الماكرين، على انه وفي كل منعطف صعب تمر به الأمة وحين تتكرس المرارات وتستلهم العبر تبرز التحديات والإستجابة، وهذه التحديات هي مثل عدوى الفيروسات اما ان تفتك مقاومتك بها أو أن تفتك بك، ولقد إكتسبت المملكة المناعة، وأثبتت الأيام أن هناك تاريخ ما قبل عاصفة الحزم وما بعده، وان المملكة تحشد من المناعات ما يجعلها تهزم اي عدوى أو جائحة .
اليوم المملكة صارت حديث الركب وتملىء اخبارها مانشيتات صحف العالم وشاشاتها وشبكات التواصل الإفتراضية، وهي اليوم محج لكل شخصية عالمية، بل وهي اليوم الحصن الحصين للامة العربية قاطبة، حيث وحققت المملكة ما استطيع أن امسيه الانعتاق من ربقة الصبر والتردد والمصالحات الهشة بل وعصت أرشادات الباب العالي.
وعن فتكتها البكر! اي عاصفة الحزم فلقد كانت ولم تزل تمثل التحدي وكانت الاستجابة، ويقيني ان المملكة أن لم تبادر الى خوض هذه التحدي وتعتنق الجرأة وتستلهم الاستجابة لعانت الكثير من المرارت والقهر لعقود طوال من الزمن المرير، فعاصفة الحزم كانت هي السيف المداوي في الهيجاء لمن يشكو رأسه من الصداع.
أن الجميع يصفون موقف المملكة الذي تمثل بعاصفة الحزم بالموقف المُلهم بل والغضب الصادع في الحق، حيث توكلت المملكة على الله لتقود تحالفا عربيا راسخا وواثقا، لصد العدوان الذي يتربص بل والذي بداء يتسلل ويشعل النيران على اطراف حدودها، فبادرت المملكة الى شن حرب وقائية بل والاجهاز على العدو في موقعه ومباغتته في متراسه، فخالفت بذلك السائد وأذهلت الكائد، وهنا يتأكد لأي متابع ومراقب ومحلل عسكري ان المملكة صبرت وتحملت بما فيه الكفاية، وانها وإن لم تقبل المخاطر وتعتنقها وتجعلها جزء من عقديتها القتالية فانها كانت ستجني الندامة وتحصد الخسران.
اليوم المملكة تتحمل عبء الامة العربية وتتجه شرقا وغربا وفي كل إتجهات تنحني الريح اليها. تتوجه بكل ثبات وإيمان بل وتلم شظايا الدول العربية والشعوب الاسلامية وتلهمهم الوقفة الجسورة لمحاربة -داعش- فلن يتغلب على داعش إلاّ من اكتوى بنارها وذاق ويلاتها وأهوالها ، ورائع أن تعلنها المملكة و أمام العالم، أن قواتها جاهزة لقتال الإرهابيين خارج حدودها ،ويقيني ان المملكة اخلص في القول والعمل فليس في نهجها التمثيل والحذلقات وبيع القول المعسول، ولقد ركبت المملكة الأسنة وقبلت التحدي وابحرت في محيط عات، ولكنها على ثقة من ربابنتها بل هي على ثقة بالله في نصرته، ومن ينصره الله فلا غالب له.
آخر الكلام:
لو كنتَ تعلمُ ما أقولُ عذرتَني ***أو كنتَ تعلمُ ما تقـولُ عذلتُكَ
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتَنـي*****وعلمـت أنـك جاهـلٌ فعذرتُـكَ
كاتب يمني في كندا