- مشروع اليمن الإتحادي بستة أقاليم ويمثله هادي وبعض الذين معه، وهو مشروع، على علاته، يروم إبقاء اليمن موحدا بسلطة إتحادية " مركزية ".
- مشروع الإقليمين الذي يمثله الإنقلابيون في صنعاء وفصائل في الحراك الجنوبي، والذين معهم.
وهو مشروع من شأنه - بالنظر الى الوضع الخاص بولايات النفط والغاز، جنوبا وشمالا- ان يفضي الى فدرالية شمالية وأخرى جنوبية، ونظريا الى دولتين، مشكوك في قابليتهما للحياة.
الرئيس هادي، بما هو رمز للشرعية اليمنية " الوحدوية "، في دائرة الإستهداف من قبل ما كان يوصف ب " أصحاب المشاريع الصغيرة "، وهم قوى متكتلة في الشمال وفي الجنوب على السواء، مدعومة من قبل فاعلين إقليميين ودوليين كثر.
وغالبية اليمنيين، يمثلون شتيت غير مؤتلف بسبب ضعف تيار هادي : قيادة، إعلاما، وفاعلية وتأثير.
بخاصة وأن مواقف دول التحالف التي تدخلت بزعم دعم شرعية هادي، تدور في أفق غامض، حتى الآن على الأقل.
فكم كان لافتا ماقاله محمد بن سلمان في مقابلته الأخيرة مع قناة mbc، بما معناه:
" كنا تقدمنا بمبادرة قبل العاصفة وأشترطنا على الحوثي عدم إجتياح عدن لكنه خالف ".
مايعني - ويؤكد - أن التحالف الذي تقوده السعودية لم يكن لديه مشكلة إزاء إجتياح العاصمة والإنقلاب على الرئيس هادي، وعلى التوافق الكان قائما بين كافة القوى والمكونات السياسية.
وأن مشكلته تقتصر فقط على إجتياح عدن والمحافظات الجنوبية فحسب.
وإذا كان الأمر كذلك، وهو ما سبق وأكدته، وتؤكده، الوقائع أساسا، فمعناه أن الشرعية التي يستند إليها التحالف كمبرر لتدخله في اليمن ليست سوى ذريعة لإعادة هندسة اليمن، مجتمعا ودولة، وفق رؤيته هو، وليس وفق رؤية هادي المتدخل بإسم دعم وحماية شرعيته، حسبما يعلن شفاهة في كل المناسبات.
الوحدة والإنفصال ليست غايات مقدسة، بل هي مسائل سياسية، قابلة للنقاش، وينبغي أن تدور مع مصالح الناس، وجودا وعدما.
ولكن، لهذا السبب تحديدا، أي لكونها أمور تتعلق بمصالح الناس بالذات، فالمتعين عقلا ومنطقا أن يتم نقاشها وتحديد المواقف بشأنها، في أجواء هادئة تسمح للناس - كل الناس المعنيين - بحرية وعقلانية النقاش وإتخاذ القرار ...
نقلا عن صفحة الكاتب