كلما لمحت الرئيس الأمريكي -ترمب- سواءً في لقاء صحفي او ملتقى دولي أشعر ان هذا الرئيس يختلف إختلافاً كبيراً عن بقية الرؤوساء الأمريكيين . وربما الرئيس الامريكي - ترمب - يشبه في تصرفاته ونوازعه الرئيس الروسي السابق -بوريس يلتسن.
بالأمس تابعت مؤتمره الصحفي مع الملك الأردني - عبد الله الثاني- تحدث بلغة هجومية عن موقفه من مذبحة - خان شيخون - والتي يقال ان الجهة المعتدية استخدمت في هذه المذبحة سلاح كيماوي وحددت اسمه بانه-غاز السارين-
وعن رده عن سؤال حول هذه الحادثة المؤلمة، اجاب - ترمب - انه صعق للحادث ومشهد اطفال صغار وهم يصارعون لحظات الموت إختناقا. كما انه أوضح ان هذه الحادثة قد أخترقت كل الخطوط الحمراء وان - بشار الأسد - قد تغير موقفه منه بشكل كامل.
وأوضح - ترامب - انه ورث تركة ثقيلة القى بها عليه- الرئيس السابق أوباما- وان العالم من حوله يسوده الخراب والدمار.
عن موقفه من -إيران- فلقد اوضح بما معناه - إنتظروا قادم الايام فهي التي تجيب عن سؤالكم- .
لكن الصحف ووسائل الإعلام الامريكية إنتقدت بشكل جلي ومرير ، موقف الرئيس - ترمب - وذلك في صمته عن -روسيا- التي هي الحليف القوي الذي مكّن النظام السوري من كل هذه الاعمال الوحشية، بل وضخ إلى أوردته دماء الحياة ، فمكنه ذلك من ان يستعيد الكثير من قوته بعد ضعفه وتضعضعه .
الراصد والمتابع لسياسة امريكا اليوم ، فيمكن له ان يسمي هذه الفترة والتي قد تطول الى 8 سنوات يمكن له ان يسميها بالحقبة -الترمبية- وهي قريبة من الحقبة -المكارثية- التي عاشتها أمريكا بعيد الحرب العالمية الثانية.
ما تنبهت له في المؤتمر الصحفي الذي ضم الرئيس -ترمب- والملك الأردني -عبد الله الثاني- ما تنبهت له ان الملك عبد الله شديد الثقة بالرئيس -ترمب- وانه يتفق معه في معظم توجهاته السياسية، ومنها إقتلاع شأفة -داعش- ومحاربة الارهاب والتطرف في كل مناطق الشرق الاوسط ، وكذلك تحجيم دور -إيران- العسكري وتدخلاتها في المنطقة.
هناك ايضا توجه جلي لدى -ترامب- في ايجاد تسوية لازمة الشرق الاوسط والبحث بين ثنايا وتفاصيل المشكلة العصية عن حل في قيام دولة -فلطسين- تتعايش جنبا الى جنب مع دولة إسرائيل-.
صحيح ان فلسطين قد قضمت وان ارضها التي احتلت في عام 48م ثم في عام 67م قد صارت تحت قبضة -إسرائيل- ولم يتبق سوى 23% منها . كيف نجت هذه المساحة من الضم؟ والاجابة، لانها مساحة تزدحم بالسكان ولو كانت مفتوحة لم ترددت إسرائيل على ضمها بالقوة.
لكن ما حيلة فلسطين والعرب، وعدوها بالنصر المبين.وخلال نصف قرن وابناء فلسطين ومنهم 7 مليون يعيشون في الشتات ينتظرون اجراس العودة التي لم تــُقرع.
أهم ما سمعته اليوم وقرأت عنه في الصحف الأمريكية. ان أمريكا لديها قناعة ان الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن ، أن هذه الدول الكبرى عليها ان لا تتساهل مع النظام السوري ، وانه في حالة فشل اي قرار من مجلس الامن حول سوريا بأستخدام -الفيتو- من قبل روسيا او حتى الصين، فأن أمريكا وكل حلفائها سوف يقررون الكيفية التي يردعون بها النظام السوري .
سالني شخص ما رايك بالرئيس - ترمب-؟ قلت له انا مثل راكب بجانب سائق ينطلق بسيارته بسرعة 200 كيلو في الساعة! قد نصل وجهتنا ولكن اعصابي- تلفت من التوتر.
وسالته بدوري وما رأيه حول -ترمب-؟ فكان رده - جنان يخارجك ولا عقل يورطك-!!