التحريض على الإصلاح، دعوة الى حرب أهلية مفتوحة، بالرغبة أو بالنتيجة، سيان.
فبإعتبار ان خطاب التحريض كان موجها الى مايسمى بقبائل الطوق، طوق صنعاء، فهو يتضمن، بشكل أساسي، دعوة الى " تنقية " تلك القبائل من عناصر الإصلاح " السياسية " والإحتشاد، من ثم، على أساس مذهبي/ طائفي، مناطقي/ جهوي خالص.
مايعني أن الدعوة الى تصفية الإصلاح هي دعوة الى تصفية السياسة، بشكل نهائي، والدفع بالأمور بإتجاه تحويل الحرب، من حرب على السلطة والنفوذ الى حرب أهلية /طائفية بلا أهداف ولاغايات محددة.
بهذا المعنى، وبماهو حزب ممتد على كامل التراب الوطني(شرقا وغربا، جنوبا وشمالا) فإن التحريض على الإصلاح يغدو، ليس تحريضا على مجرد حزب أو جماعة، بل تهديدا جديا بإغراق البلد، كليا، في مستنقع حرب أهلية ممتدة، وهذا هو الأخطر في الموضوع.
التعامل مع الأمر بمزاج الخصومة مع الإصلاح، يتقاصر عن إدراك الأخطار الكارثية التي ستحيق بالوطن كله جراء هذا التحريض.
المواطن اليمني البسيط العفوي، غير المسيس، يدرك هذا بالغريزة، أما المسيسون، أو معظمهم، فلهم حسابات أخرى، ولكنها حسابات قاصرة، مثل كل حساب محكوم بمزاج الخصومة.
مزاج الخصومة، مزاج " مرضي " مقامر يركز - بشكل محموم - على مجرد الربح المأمول نجوما عن تصفية "خصم" ما، دونما إكتراث بإحتمالية خسارة " رأس المال " كله..