تابعت يوم أمس خطاب الرئيس الأمريكي -ترامب- تحت قبة الكونجرس . كان قدومه قد أعد له جيداً، حيث حضر كل أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب وحضرت شخصيات إجتماعية ورموزوطنية وكانت القاعة قد أزدحمت بحضور بهي وحاشد.
وكان بين الحضور فتاة اسمها- ميجان كراولي- تبلغ من العمر 20 سنة . تعاني من مرض عضال اسمه --ضمور العضلات-. استطاعت- ميجان- بفضل علاج ثوري أن تبقى على قيد الحياة بفضل الله ومن ثم بفضل دواء جديد بعد ان كان الاطباء قد اخبروا اسرتها انها لن تعيش اكثر من خمس سنوات.
شاهدت في القاعة أرملة الضابط في البحرية الأمريكة -كرين أونس- والذي كانت تجلس الى جوار السيدة الأولى وهي ارملة الظابط في البحرية -وليم راين- الذي قتل في اليمن، والتي خصها الرئيس ترامب بكل الثناء فضجت القاعة بالتصفيق تحية لها.
كعادة الرئيس -ترامب- فقد وقف على المنصة يحيي الحضور، ويتلفت يُمنة ويُسرة ليشير بيده نحو بعض الاشخاص وكأنه يقول لهم - أنني اعرفكم جيدا! . لا يبتسم ترامب ولكنه يشد ويسحب شفتيه الى ان تقترب - الشــّدة- من أذنيه، من الملاحظ في الخطاب فان الرئيس المنتخب لم يصرح باي تهجمات او تزل لسانه بهفوات الإدانات والتقريع.
والحقيقة فأن الخطاب كان أعادة سرد لمشروعه الصعب والإقتحامي والمثير للجدل - إعادة بناء أمريكا العظيمة-
توقفت عند جملة في الخطاب ،حول خسائر أمريكا بسبب حروبها في الشرق الاوسط والتي بلغت 6 ترليون دولار أمريكي! ، والسؤال ولماذا كل ذلك الموت الذي اصابنا والأنفاق -الفلكي- لحروب دون طائل؟ .
كرر - ترامب- تلك اللازمة عن رحيل الشركات ، واكد على انه يطمح ان يكون المنتج الذي يباع في أمريكا صناعة أمريكة بيد عامل امريكي . واوضح ان الشركات الامريكية الكبرى للسيارات بما فيها شركة فورد وجي أم سي وفيات- كريسلر قد أكدوا له انهم قد ازمعوا على ان يشيدوا مصانعهم المستقبيلة في أمريكا طالما وهناك مغريات وخصوصمات ضريبة مجزية.
وعن -السور العظيم- اي السور بين امريكا والمكسيك وهكذا قال عنه ترامب - السور العظيم- ، فسوف يشرع في بناء السور على طول الحدود الجنوبية الأمريكية مع المكسيك، وسيكون منيعا بحيث يحد من تسلل العمالة الغير نظامية والتي وصفها انها السبب الاول في أنتشار الجريمة وفي ترويج المخدرات وفي سرقة لقمة العيش من افواه الامريكيين. وقدرت الصحف ان تكلفة السور سوف تزيد عن 16 مليار دولار.
لمحت في بعض سرديات الخطاب وضجيج التصفيق ، لمحت من إستحسنه من اعضاء الحزب الديمقراطي، حيث لامست بعض جـُمل الخطاب شغاف قلوب الجميع فتخلوا عن معارضاتهم، وخصوصا عندما تحدث عن - امريكا - التي تضعضع حالها وأصابها الوهن والضعف .
وتحدث الرئيس عن - الرحيل الكبير- فقد غادرت ألاف المصانع والشركات خارج الوطن الأمريكي، وهناك تقديرات ان ما يزيد عن 6 الف مصنع ومعمل وخطوط تجميع قد أنتقلت خارج الحدود.
كانت من ضمن رسائل الرئيس، ان امريكا حان لها ان تستاصل الجريمة والمخدرات التي تتفشى في مدنها ، وأن تحمي نفسها من المتسللين الذين يتاجرون بكل الممنوعات ويعيثون فسادا بالأمن والطمأنينة. وهناك جملة غير مسبوقة حيث حث الرئيس، العالم الأسلامي على التعاون مع أمريكا لإستئصال الإرهاب.
الكثيرون وبعد هذا الخطاب يشعرون ان - ترمب - صار يتحدث بلغة عاقلة بعيداً عن الجدل والتنازعات اللفظية، وما دهشت له ان الصحف اليوم ، نوهت بالخطاب وبالسرد اللغوي الجميل، الذي حفظه الرئيس عن ظهر قلب، بل والأكثر إدهاشاً أن الرئيس - ترامب - كتب الخطاب بنفسه!.
* كاتب وأديب يمني مقيم في كندا