المؤيد لإيران والذي ينظر إلى الماضي القريب على أن أمريكا كانت في حالة حرب مع إيران وأن إيران كسبت الحرب في العراق وسوريا وهذا التحليل فيه مغالطة واضحة إذ ان العلاقة الإيرانية الأمريكية منذ غزو العراق وأفغانستان كانت متعاونة وزادت في عهد أوباما فذالك التحليل فيه عزاء فقط للذات من تغير الموقف الأمريكي .
المعارض لإيران والمعادي لسلوكها العدواني في المنطقة العربية وهو ذو شقين أحدهما يرى بأن الموقف الأمريكي وإدارة ترامب عبارة عن مؤامرة مع إيران للمزيد من التمكين لإيران والشق الآخر يعبر عن شماتة بإيران وأن الدائرة بدأت تنقلب عليها.
الواقع أن إيران استخدمت غربيا لتمزيق المنطقة وأن لها سياستها المستقلة كما توجد مصالح مشتركة إيرانية غربية
التحول الأمريكي
كيف ينظر إلى الحالة ؟ لايمكننا إدراك السلوك الأمريكي الثابت منه والمتغير دون معرفة محددات السياسةالأمريكية وأهدافها وبنظرة سريعة لمحددات السياسة الخارجية عامة والمنطقة العربية خاصة فإنها
المحافظة على المركز الأول والحيلولة دون ظهور قوة منافسة
تعد المنطقة العربية محور ومرتكز المحافظة على المركز الأول والحيلولة دون ظهور قوى منافسة على مستويين المنطقة في ذاتها والمنطقة لغيرها
على مستوى المنطقة لذاتها
تمتلك عناصر قوة لاتوجد في أي منطقة أُخرى موقعا ومساحة متصلة وثروات طبيعية وموارد الطاقة وعناصر مشتركة لغة ورسالة وتاريخا مشتركا الهدف الأمريكي بقاء المنطقة في دوامة وصراع بيني وداخلي والحيلولة دون التغيير الإيجابي أو ما يؤدي إلى تقارب وتضامن أما الإتحاد فإنه يعني ظهور قوة هائلة لن تستطيع قوة في الأرض منافستها فعناصر تفوقها موجودة أصلا وأما بالنسبة لغيرها التحكم في مصادر الطاقة والمحافظة على أمن إسرائيل ومن التحكم في مصادر الطاقة التحكم في أي وقت بإمدادات الطاقة للقوى الصاعدة
فما علاقة هذا بإيران ؟
ساهمت إيران في احتلال العراق بالإيعاز للمراجع بعدم الإفتاء بقتال الإحتلال الأمريكي وكان ذالك من عوامل تسهيل وتخفيظ تكلفة احتلال العراق وساهمت في غزو أفغانستان هنا التقاء مصالح
عقب ثورات 2011 شعر الغرب بخطر داهم تصور أن مصر وليبيا وتونس أقامت إتحادا فأي تكتل سيكون وينظم اليه السودان سيدفع بثورة في الجزائر واللإنضمام للإتحاد الجديد
إيران هنا ممكن توظيف تطلعاتها لإفشال الثورات والتغيير الإيجابي في سوريا والعراق واليمن وتوجيه مشاعر الكراهية نحوها بدلا عن {إسرائيل}
في عهد أوباما قامت بما هو متوقع منها أججت الطائفية زادت من تمزيق المنطقة أحبطت مع روسيا التغيير في سوريا وأغرقوا البلد في حمامات الدم والدمار للمحافظة على بشار وبالنسبة لأمريكا الحيلولة دون تحرر سوريا الذي سيكون مع صعود تركيا خطرا على أمن {إسرائيل } لذالك دور إيران روسيا كان محسوبا ولم يكن كما يدعي أنصار إيران حرب مع الأمريكان فازت فيه إيران
مالذي تغير؟ الإحتمال الأكبر أن الدور الذي قامت به إيران قد أدى الأغراض منه وحان الوقت لإيقافه أولا ثم معالجته لاحقا إذ لاينبغي بأي حال السماح لإيران أن تكون قوة إقليمية منافسة للغرب وأمريكا خاصة لأن معنى ذالك تآكل النفوذ الأمريكي وهو مايشكل خطرا مستقبليا على قوة الولايات المتحدة ونفوذها العالمي إذا الأرجح أن السياسة الأمريكية تجاه إيران كان يجب أن تتغير وكان لابد من إدارة أمريكية تصادمية تعالج الحالة الإيرانية بالصدمة
ردود الأفعال الإيرانية شجاعة نعم لكنها متهورة ومستفزة أيضا بمعنى إن الأمريكان يريدون استدراجها بسبل شتى لأنهم يرون ضرورة تقليم أظافرها ليس حرصا على المنطقة بل حرصا على نفوذهم وسيطرتهم وإيران لم تدرك أن سلوكها العدواني المستعلي والتفاخربإسقاط أربع عواصم عربية سيكون مستخدما من الآخر ويصب في صالحه وتخسر علاقاتها مع الشعوب العربية حتى أتباعها من الشيعة خلقنت بينهم ومحيطهم العربي أحقاد وضغائن
هل ينعكس على اليمن؟
اليمن بموقعها في القلب من الإستراتيجية الأمريكية فالموقع الإستراتيجي للجمهورية اليمنية بشقيه الأول جواره لمصادر الطاقة والئآخر الممرات المائية ومنذ مطلع القرن الماضي توصل الأمريكان إلى أن من يكون موجودا في الجزر اليمنية يكون نفوذه العالمي أقوى ومن ثم سيكون النفوذ الإيراني في اليمن من أولويات السياسة الأمريكية الحالية ومن هنا يثبت الحوثيون أنهم كانوا مجرد أداة أمريكية وحسب استخدموا وتم تدليلهم أمريكيا ثم مالبثوا أن غدوا أداة مستهلكة وذريعة رائعة لبسط النفوذ الأمريكي المباشر على المياه اليمنية وجزرها
لاأحد سعيد بهذا غير أن الحوثية نجحت في تمزيق الصف الداخلي وبعثرت الجبهة الداخلية فقدمت خدات للعدو بكل ما أُوتيت من قوة ولوأنها مع صالح تركوا العملية السياسية تسير لماحدث ماحدث .
* من حائط الكاتب على فيس بك