لم تكن من الصدفة ان ينشر وزير الإعلام السابق المؤتمري- حسن اللوزي- مقاله المثير للجدل والذي أتى على شكل مبادرة ونشر في صحيفة -اليوم- وهي صحيفة من يطلق على نفسه -الزعيم-
تحدث الوزير اللوزي على ان الوطن بحاجة الى ان يخرج من هذه الازمة المميته الى فضاء التصالحات الواثقة مع الإلتزام -الكامل - بمخرجات الحوار والمبادرة الخليجية وقرار الامم المتحدة .
ما إستثانه الوزيرالسابق -حسن اللوزي- هو قرار العقوبات ضد -شخصيات- وهي في الحقيقة لن تفيد اليمن بنصرعاجل بل تشكل أنتقامات تحتم على هولاء رفض اي مبادرة وبالتالي إستمرار القتل والدمار والمهالك .
على انه كلما طالت الحرب تشارست وتوحشت وتغيرت موازين كثيرة لا يحسب لها الاخرون اي حساب . فهذه - تركيا- دخلت الحرب - بشكل غير مباشر- ضد سوريا وهي اليوم تعاني من ويلات - داعش- ومن خصومات ستستمر لعقود مع سوريا سواء صمد نظام بشار او تغير.
الحرب في اليمن تقترب من دخول سنتها الثالثة وهناك اطراف لم تعد بذلك الحماس لتبقى في حالة إستنزاف، طالما ولا يوجد جدية دولية واخلاص لاحداث ضغط على الإنقلابيين للقبول بتسويات سلمية. فالإنقلابيون لا زالوا يجدون الدعم والمدد وهناك الف وسيلة ودرب وساحل وثغرة لتمرير هذا الدعم والدول الكبرى ومجلس أمنها تمنحك صكوكها ولكنها غير مشفوعة بالدعم المخلص.
إذن علينا ان لا نتمسك بحرفية القرارات الأممية، وما اخصه هنا العقوبات ضد بعض الشخصيات ، بل ان القرارات تتغير بتغير الاوضاع على الأرض . وعلينا ان نستمد العون من ايماننا بان المصالحات تعيد ترميم المشاعر وتمضي بالوطن نحو سلام مستدام. فما فائدة ان نجتث فئة ثم نجعل منها خصم يتربص بنا في قادم الايام ويقلق علينا مسيرة الحياة والنماء والإستقرار.
مثلنا المؤلم على ذلك ما قامت به حكومة العراق بعد الأطاحة بصدام ، حين إجتثت حزب -البعث- فواجهت خصم عنيد وقف لهم بالمرصاد.
الايام والاصدقاء والحلفاء والخصوم يتدوالها الزمن بين الناس.
تذكروا ان القوات الملكية اليمنية بعد الثورة، هي التي وقفت في صعدة والجوف ومأرب، وقفت سداً منيعاً لتمنع تغلغل الجيش الجمهوري الى اطراف الحدود السعودية، على ان نفس هذه القوة هي اليوم التي تشكل الخطر والقلق لهذه الحدود . بينما القوات الجمهورية هي الحليف القوي للمملكة العربية السعودية اليوم .
العداوات لا تستمر وكذلك التحالفات، ما يستمر ويبقى ويصمد هو المصالحات والمصالح المشتركة المدعمة بالثقة والتعاون المخلص. السلام هو النصر المستدام . حاولوا ان تفكروا خارج الصندوق.
إذا لم تستطع أمراً فدعه**وجاوزه إلى ما تستطيعُ