لا تصدقوا ما تنشره وسائل الإعلام وما يكتبه المحللون وما يقال هنا وهناك حول أهمية المبادرات، فكل المبادرات هي في الاصل حالة تسكين مؤقت للمرض، ويعني التسكين ان الألم موجود، ولكن المريض لا يشعر به.
لو كان مجلس الامن جاداً ومخلصاً وعبر تاريخه المخيف من الاهوال والمماطلات، لما ضاعت فلسطين وتحولت ارضها الى اكبرمستوطنة كبرى فتصبح كل أرضها ساحة نيران ومعسكرات ودشم ونقاط تفتيش واكبر مساحة مراقبة الكترونيا في العالم.
لو كانت الامم المتحدة ومجلس أمنها يعمل لأمن العالم لما قتل بالسواطير والخناجر مليون - مواطن وطفل وأمراة من قبيلة التوتسي - وال هوتي- في روندا في حرب اهلية استمرت سنة، ولما غمروا متوحشي هذه القبائل، غمروا النيل بجثث ضحاياهم حتى وصلت تلك الأجداس عبر النيل الى أرض مصر.
لو ان مجلس الامن انصفنا لما بات المندوب -اللئيم- جمال بن عمر - لما بات واكل وخزن ودبر وتدبر مكائده في صعدة واكل هناك مع زعارين الوطن بنت الصحن ورمى على وجووهنا الصحون الفارغة.
قبلنا تمزقت لبنان وهم ينظرون، وهم أي الدول الكبرى، هم من صنعوا في لبنان الف مشكلة، لأن لبنان كانت الرهان. وهم من تراخوا وتناسوا الصومال . وهم من غفلوا وغافلوا العالم عنوة عن مذابح - بيرما- ضد الاقلية المسلمة . الروهانجة .
ستطول حروبنا ودماراتنا ويأسنا وبأسنا ضد بعضنا. ولن ترتاح الاوطان من الويلات الاّ بعد ان تتدمرمدننا و كل أمالنا واحلامنا ونبات الليل على كوابيسنا، نتقلب في بؤس ليلنا ونعيش عناءآت نهاراتنا.
ليس في مرأى هذا المندوب ما يبشر بالخير ، فهو يبيعنا الاوهام والكذب والخداع، وهو لا يعود الينا الاّبعد ان يجتمع الى اساطين الشر ودهاقنة المكر وسحرة فرعون. وياتي الينا ضاحكا وهو يبيعنا فاسد الراي واكذب القول .
عودوا الى انفسكم وتحادثوا مع بعضكم ولموا شظاياكم المبعثرة، ولا تبالغوا في ان مجلس الام سوف يفيدكم، فهذه الارض السورية تحترق، ومدنها وتاريخها يتدمر وتسلب، واهلها الكرام اليوم يعيشون من هلاك الى هلاك، ويهيمون من بحر الى بحر.
لو ان الدول الكبرى تنصفنا وتخاف علينا لمنعت -الدواعش- من التجمع في ارضنا من ليبيا الى العراق إلى سوريا، كيف هبطوا علينا وأتوا الينا ومن كل اركان العالم.
تدربوا على الاسلحة المعقدة وجلبوا ارقى اجهزة الاتصالات، بل ان- داعش- استجلبت الى الموصل في العراق اكبر آلة حفر انفاق، كيف مرت وكيف مروا واين تواصلوا، وكيف اتقنوا كل هذا الشر، ومن اين لهم كل ذلك المال والعتاد والتخطيط ؟
وعن عقوبات مجلس الامن ضد من يطلق على نفسه - الزعيم- وكذلك نجله وزعيم انصار الله وشقيقة و- علي الحاكم- فهي اتت لكي تجعلهم يستأسدون بل يتوحشون ، فليس أمامهم الا العقوبات والملاحقات والمحاكم الدولية، وهي بصدق عقوبة وضعت عمدا بقصد إطالة امد الحروب والويلات و عناءآت الوطن واحزانه وقهره.
تقهرنا هذه الأمم الكبرى ومجلس أمنها، الذي يقتلنا وهي يضحك من جهلنا ، لكننا ونحن من يصدقهم ومن نسلم ونستسلم لهم .
نعم بسذاجة نصدقهم ونستمع الى حديث افكهم وأمكارهم - نستاهل-!!! يداك أوكتا وفوك نفخ.
كاتب وأديب يمني مقيم في كندا