استهداف الحوثيين مكة المكرمة بصاروخ باليستي هو أمر تعدى كل الحدود، ويفضح نواياهم ونوايا إيران التي تسيّرهم كيفما تشاء في العمل على استهداف اقدس المقدسات الاسلامية بيت الله الحرام دون أي رادع ديني يردعهم عن فعلتهم التي لاتوجد كلمات من الممكن أن تصفها، او تعبر عنها كونها ضربت كل القيم والمبادئ والحرمات الدينية عرض الحائط.
هذه الحادثة أثبتت، بما لايدع مجالاً للشك، أن إيران تخطط وتنفذ سياسة تقويض الاسلام من الداخل من خلال تكريس مبادئها الطائفية والعرقية بإصدار الاوامر لاتباعها الذين تقودهم كما يقود الراعي الماشية يسيرها كفيما شاء دون أن يكون لها عقول تفكر بها، وبما يفعله بها، وماذا سيكون مصيرها، فإيران تريد ان تشعل المنطقة تحقيقاً لمصالحها، ووجدت في أتباعٍ باعوا دينهم وعروبتهم من أجل حفنة من المصالح الطائفية والسلطوية وسيلة لتحقيق أهدافها، ولكن أن يصل بها الامر بأن تأمر أولئك الاتباع بأن يستهدفوا بيت الله الحرام فهذا أمر يستوجب هبة إسلامية لوقف العبث والاستهتار بأقدس مقدسات المسلمين البلد الحرام، ويجب على العالم الاسلامي أن يتخذ موقفا حازما صارما تجاه إيران واتباعها، فما تحاول ان تفعله في العالم العربي ستحاول أن تفعله في العالم الاسلامي انطلاقا من حقد دفين يحمله قادتها في صدورهم منذ أمد بعيد تجاه كل ما هو عربي وإسلامي، وبدأوا في تنفيذه من خلال مخططاتهم الإجرامية.
إطلاق الصاروخ على البلد الحرام أمر جلل، والوقفة الحازمة ضد هذا العمل الإجرامي يجب أن تكون بمستوى الحدث، ونحن في المملكة قادرون بحول الله وقوته على الذود عن بلادنا والمقدسات الاسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والعالم الاسلامي مطالب بأن يكون موقفه ضد إيران واتباعها موقفاً لا هوادة فيه، ويجب أن تعرف إيران أن استهدافها المقدسات الاسلامية له عواقب وخيمة، ولن يمر مرور الكرام بل سيكون لهذا الاستهداف روادع توقف عنجهيتها وعبث أتباعها عند حدود لا يمكن لهم أن يتعدوها بأي حال من الأحوال، وأن هناك خطوطاً حمراء، في تجاوزها عواقب أكثر من أن تكون وخيمة.
افتتاحية صحيفة الرياض اليوم السبت 29 اكتوبر/تشرين الاول