دعت ندوة فكرية عُقدت اليوم السبت في مدينة مأرب إلى ضرورة الإسراع بتشكيل اللجنة العليا للمناهج لإعادة صياغتها مع التركيز على جعل الحفاظ على الهوية الوطنية أولى أولوياتها. كما طالبت قيادة الدولة بتشكيل لجنة وطنية تهدف إلى الحفاظ على الهوية اليمنية وحماية الأجيال من أكاذيب المليشيا الحوثية الإرهابية.
وأوصت الندوة، التي نظمتها مؤسسة القلم للفكر والثقافة بمناسبة اليوم العالمي للتعليم، بتسليط الضوء على ما تعرض له التعليم من تدمير على يد الحوثيين خلال السنوات العشر الماضية. كما دعت إلى إصدار قرار من وزارة التربية والتعليم يعتبر المدارس الطائفية الحوثية (مثل مدرسة "الرسول الأعظم" و "شهيد القرآن" وغيرها) غير قانونية، ويُلغي الشهادات الصادرة عنها، مع تحذير الطلاب من الالتحاق بتلك المدارس عبر إعلانات ممولة.
كما شددت الندوة على عدم اعتماد أي شهادة صادرة عن المؤسسات التعليمية الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية، واقترحت إنشاء وحدة متخصصة لرصد الانحرافات الفكرية التي تروج لها المليشيا الإرهابية.
وأوصت الندوة بإنشاء منصة تعليمية مركزية تحت إشراف لجنة الحفاظ على الهوية اليمنية، تركز برامجها وأنشطتها على دحض التحريفات التي فرضتها المليشيا الحوثية في المناهج الدراسية، إلى جانب تفعيل القناة التعليمية وتخصيص مساحة واسعة من برامجها للحفاظ على الهوية الوطنية.
وفي الندوة التي حضرها عدد من التربويين، استعرض مدير مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة، عبد الحليم الهجري، الانتهاكات التي تعرض لها التعليم خلال عشر سنوات من قبل المليشيا الحوثية. وأوضح أن 196,000 معلم ومعلمة حُرموا من رواتبهم، فيما تعرض 1,579 معلماً للقتل، منهم عشرات توفوا تحت التعذيب. كما أشار إلى أن 30,000 طالب تم تجنيدهم من قبل المليشيا، وأن 3,700 مدرسة تضررت بسبب الحرب الحوثية، بينما تحولت 999 مدرسة إلى مراكز نزوح.
وأشار الهجري إلى رصد أكثر من 1,000 تحريف للمناهج الدراسية في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تم حذف 162 موضوعاً وإضافة 180 موضوعاً طائفياً، منوهاً بأن الهدف من تدمير التعليم هو التجهيل أو الطائفية. وقال الهجري: "إن نسبة الأمية في الريف بلغت 70% من إجمالي السكان، بينما بلغت في المدن 40%، مشيراً إلى أن 3 ملايين طالب وطالبة أصبحوا خارج العملية التعليمية، وأن نسبة العجز في الكتب المدرسية بلغت 84%، بمعدل نقص قدره 56 مليون كتاب من الاحتياج الفعلي البالغ 66 مليون كتاب".
وقدمت في الندوة ورقتا عمل، حيث تناول الناطق الرسمي باسم نقابة المعلمين في أمانة العاصمة، عبده سالم، مخاطر المليشيا الحوثية على التعليم على مدى عشر سنوات، مشيراً إلى تدمير البنية التحتية للتعليم. بينما ناقش الخبير التربوي صالح الضراب في الورقة الثانية سبل مواجهة انتهاكات الحوثيين وضرورة دور المجتمع والمؤسسات في التصدي لهذه الانتهاكات.
