[ طفلة من تعز تبكي شقيقها الذي اختطفته قذائف المليشيات ]
منذ دخول المليشيا الانقلابية العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول، صبت جام غضبها على محافظة تعز وسط اليمن، التي اقتحمتها في مارس/آذار من العام 2015م، وحاصرتها وخنقتها، حتى أنها منعت وصول اسطوانات الأكسجين إلى مستشفياتها، وقضى جراء ذلك العشرات من المدنيين.
ورغم ذلك لم تحرك الأمم المتحدة ساكنا لكل جرائم القتل التي ارتكبتها المليشيا بحق المدنيين، بل وافقت على إرسال لجنة للاطمئنان وتقصي الحقائق، استجابة لمطالب المليشيا الانقلابية، الذين زعموا تعرض منطقة الصراري بصبر في المحافظة، للحصار، والقصف العشوائي باستهداف المدنيين، من قبل المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وهو ما نفاه رئيس المجلس العسكري في مشرعة وحدنان، العقيد محمد المحمودي، الذي أكد أن قرية الصراري مفتوحة أمام وسائل الإعلام، ولا يوجد أي حصار.
مواقف رمادية
تقول الناشطة والإعلامية أسوان شاهر، إن موقف الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها خاصة في المجال الحقوقي، وعلى رأسها المفوضية السامية، بات مفضوحا، بإظهارها الحماس تجاه الأخطاء التي تُنسب للمقاومة الشعبية، في حين يغيب الدور الحقوقي لهذه المنظمة، التي أنشئت لحماية المصالح العامة، للدول النظامية المنتسبة لها، والمواطنين، وليس لحماية ورعاية العصابات.
وترى في حديثها لـ(الموقع بوست)أن" الفضائح التي نشرت مؤخرا عن المفوضية السامية، وتعاطيها مع الانقلابيين باعتبارهم السلطة الفعلية، بمخالفة القرارات الشرعية الدولية، التي تتعامل مع سلطة أخرى شرعية موجودة في" الرياض"، لن يكون الأخير وليس الوحيد.
وتنكر الأمم المتحدة وجود حصار على تعز- حسب "شاهر"- من خلال تصريحاتها الرمادية وغير المحددة، تجاه من يتعمد وضع أكثر من 4 مليون مواطنا تحت الحصار.
وعن أشكال التواطؤ الأخرى التي قامت به الأمم المتحدة، تضيف "أنها تتغاضى عن الجرائم المستمرة، التي تطال المدنيين في تعز بصورة شبه يومية، كما هو الحال في جرائم الباب الكبير وديلوكس، وغيرها من الجرائم التي سقط بسببها آلاف الأبرياء من أبناء المحافظة".
عدم التعويل على المنظمات
ودعت الإعلامية أسوان شاهر، اليمنيين أن يعتمدوا على إرادتهم الداخلية، تجاه مقاومة الانقلاب وأدواتهم المحلية والخارجية، وألا يعولوا على المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، التي كانت واحدة من أهم اسباب سقوط الدولة في اليمن، من خلال المهندس الأول للانقلاب مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، الذي ذهب إلى زعيم المليشيا.
وتضيف: "أجرى بنعمر لقاءات مستمرة مع المخلوع صالح ورجالاته، وكان هو من أشرف شخصيا على تسليم صنعاء، من يد الدولة والرئيس المنتخب برعاية دولية، إلى من وصفتهم" مراهقي عصابة الانقلاب".
وتطالب شاهر كافة اليمنيين وخاصة القاطنين في تعز، برصد وتوثيق الجرائم التي ترتكبها المليشيا، بشكل احترافي ومهني، حتى لا يزيد التلاعب في هذا الملف، الذي يعول عليه في محاكمة المتسببين في كل هذه الجرائم والانتهاكات.
لماذا تعز؟
وعن سبب تواطؤ الأمم المتحدة المفضوح مع المليشيا الانقلابية، يرى الناشط تميم القحطاني، أن الأمم المتحدة تمثل غطاء سياسيا لشرعنة المشاريع الخارجية لها في المنطقة، وهذا ما يحصل في" تعز" بانحيازها إلى المليشيا الانقلابية الذين يمثلون مشروعها وتوجهها.
وأضاف في تصريحه لـ(الموقع بوست)" كانت مواقف المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، جمال بن عمر، كفيلة بكشف وتعرية الأمم المتحدة"، مستطردا: "ولهذا نشاهد تعز تقف أمام مشاريع كبيرة منفردة".
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن" الانحطاط الذي وصلت إليه الأمم المتحدة، هو بداية النهاية للنظام العالمي المتمثل بها".