لاقت حملة ( #جرحی_تعز_يموتون ) الذي أطلقها ناشطون يمنيون، صدىً واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية والحقوقية، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلا واسعا مع الحملة.
وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الإثنين، 18 يوليو، حملة إلكترونية على الهاشتاج #جرحى_تعز_يموتون ، للفت نظر الحكومة الشرعية، والتحالف العربي، والمنظمات الإنسانية لإنقاذ الجرحى الذين سقطوا في تعز، منذ بداية الحرب التي تشنها المليشيات على المحافظة.
ودعت اللجنة الطبية العليا في محافظة تعز، جميع الصحفيين والناشطين والإعلاميين بصورة خاصة، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، إلى التفاعل مع قضية الجرحى في الحملة الإلكترونية التي تحمل هاشتاق #جرحى_تعز_يموتون .
ويعاني أكثر من 7 آلاف جريح في تعز من الإهمال والتجاهل من قبل الحكومة الشرعية، طيلة الشهور الماضية، لدرجة أن الكثير منهم تعفنت جروحهم، ومنهم من مات بسبب الإهمال وعدم وجود أماكن ولا مواد طبية تساعد في تخفيف آلامهم.
عار على الشرعية
وفي سياق الحملة أشار الناشط والمهتم في شؤون الجرحى، عضو اللجنة العليا الطبية في تعز واحد منظمي الحملة "عبدالعزيز سرحان"، إلى أن تعز تتعرض للإهمال في كل النواحي سواء دعم المقاومة أو دعم الجوانب الأمنية أو الإدارية للمحافظة".
ولفت سرحان في تصريح خاص لـ(الموقع بوست) إلى "أن ملف الجرحى مرتبط بشكل مباشر بالإنسان ويسبب عبئ يثقل كاهل الجريح وأسرته ومحيطه الاجتماعي".
وأضاف: "يؤرقنا جميعا لأننا نرى أبنائنا واخواننا يموتون موتاً بطيئاً، ونحن ننظر إليهم بعجز، بعد أن تخلت الشرعية والتحالف عن مسؤوليتهم تجاههم".
وقال الناشط سرحان، المهتم بشؤون الجرحى: "كمبادرة شبابية بحتة وتحت ضغط والحاح الحاضنة المؤيدة للمقاومة سواء المغتربين او القاطنين في تعز أو في باقي المحافظات من المتعاطفين مع تعز، قررنا أن ندعو لتشكيل مؤسسة تهتم بشئون الجرحى وترعاهم وألا ننتظر الدولة لتقوم بواجبها".
وتابع:" الجرح لا ينتظر، والموت يتخطّف الجرحى كل يوم"، مشيرا إلى أنه "عار على الشرعية أن تهمل جرحى تعز ولا يجدوا أين يتعالجوا".
اهمال لا يغتفر
من جانبه قال الكاتب والحلل السياسي "رشاد الشرعبي" في صفحته على موقع "فيسبوك" إنه مر على جرحى تعز عام ونصف من المعاناة، مشيرا إلى أن آلامهم مستمرة، في ظل إهمال لا يغتفر، في إشارة منه إلى الحكومة الشرعية.
وجع وألم
من جهته خاطب الصحفي "عبدالباسط الشاجع" الحكومة الشرعية قائلا: "نناشدكم بوجع وألم، نذكركم بأن #جرحى_تعز_يموتون ".
وأضاف الشاجع بصفحته على موقع "فيسبوك": "لأنهم يشعرون بالمسؤولية، ويلتفتون لمعاناة شعبهم، يردون على الفور بإصدار قرارات عبثية بتعيين وكلاء وزارات وتفريخ مناصب وهمية جديدة!!".
ثمن بخس
بدوره قال الكاتب الصحفي "عبدالله دوبلة": "لا تنتظروا من تحالف السعودية معالجة جرحى ولا تحرير، على المقاومة الحقة أن توفر مواردها بأي شكل من الأشكال وان تمتلك قرارها أيضا".
وأشار "دوبلة" بصفحته على موقع "فيسبوك" إلى أن على كل مقاومة أن تؤمن مواردها المالية بأي شكل من الأشكال، للاستمرار والتسليح ومعالجة الجرحى.
وتابع: "مقاومة تعتمد على غيرها ستظل رهينة لأجندة الغير وستباع بثمن بخس"، مضيفا: "لا تقاوموا بالناس إذا كنتوا لا تملكوا الشجاعة لتأمين الموارد المالية، كأي مليشيا مقاومة في العالم".
مسؤولية
الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، من جهتها قالت إن " #جرحی_تعز_يموتون في ظل تحالف وشرعية لا تتحمل مسؤوليتها".
يموتون بجراحهم
أما الكاتب والصحفي "علي الفقيه" فعلق على الحملة قائلا: "تتآكل شرعية الرئيس والحكومة حين يتركون الأبطال من المقاتلين، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الدفاع عن الشرعية واستعادة الدولة، يموتون بجراحهم"، مضيفا: "لا نجوتم إن تركتم جرحى الجيش والمقاومة يقتلهم الإهمال".
وبينما يتواصل الإهمال المتعمد لجرحى تعز من قبل الحكومة الشرعية ودول التحالف وتنصلهم عن رعايتهم وعلاجهم طوال الأشهر الماضية، أعلن رئيس ما يسمى باللجنة الثورية للحوثيين محمد علي الحوثي بتكفله بعلاج جرحى محافظة تعز من المدنيين والمقاومة الشعبية بعد إهمال الحكومة اليمنية، في رسالة شماتة، منه للمقاومة الشعبية، ومحاولة منه للاصطياد في الماء العكر.
يذكر أن الحوثي هو السبب فيما وصل إليه الجرحى بسبب حربه على المدينة ومحاصرتها لأكثر من سنة ومنع دخول المواد الطبية وجاء موقفه هذا نكاية بأبناء تعز وكذلك بالرئيس هادي وحكومته.