[ المفاوضات اليمنية بالكويت - ارشيف ]
تسبب "انعدام الثقة" بين وفدي الحكومة والانقلابيين (الحوثي-صالح) ، في تأجيل الجولة الثانية من مشاورات السلام التي كان من المقرر انطلاقها اليوم الجمعة في دولة الكويت، ليهيمن الانسداد على الجولة المرتقبة قبل أن تبدأ جلساتها كالعادة.
وكان من المقرر أن تنطلق، اليوم الجمعة، 15 يوليو، 2016 الجولة الثانية من مشاورات الكويت (والرابعة في عمر المشاورات اليمنية منذ اندلاع الحرب)، لكن الوفد الحكومي أعلن رسميا تغيبه عن جلسة الافتتاح، مشترطا حصوله على ضمانات من وفد الحوثي والمخلوع، بالمرجعيات وعلى رأسها القرار 2216 الذي ينص على انسحابهم من المدن وتسليم السلاح الثقيل للدولة، وكذلك المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأعلنت الأمم المتحدة، مساء اليوم، استئناف المشاورات اليمنية، في الكويت، يوم غدٍ السبت، بحسب ما أورد مراسل قناة "الجزيرة".
يأتي هذا في الوقت الذي أكد رئيس وفد الحوثيين، محمد عبد السلام، وصول وفد الجماعة، وحزب المخلوع، إلى دولة الكويت، مساء اليوم، لمواصلة المشاورات وفقا للالتزام المتفق عليه مع الأمم المتحدة.
وقالت مصادر حكومية يمنية في الرياض إن الرئيس هادي أقر عدم العودة إلى مفاوضات الكويت التي ترعاها الأمم المتحدة".. مشترطا اعتراف الانقلابيين بالحكومة الشرعية. مؤكدا أن الحكومة اليمنية اشترطت عدم الذهاب إلى الكويت في حالة لم يقدم الانقلابيون أي ضمانات رسمية ويعلنوا اعترافهم بشرعية الرئيس هادي، وتنفيذهم لقرار مجلس الامن 2216 .
ولجأت الأمم المتحدة، عقب الانسداد المهيمن لجلسات الكويت السابقة، إلى "خارطة طريق" تطالب بحكومة وحدة وطنية يكون الحوثيين شركاء رئيسيين فيها.
وخلال الأيام الماضية، رفض الوفد الحكومي " الخارطة الأممية"، التي تقدم بها المبعوث الأممي وقال إنها "ستشرعن الانقلاب وتجعل كل جولات المشاورات التي دارت وكأنها لم تكن"، واضافة إلى ذلك، اشترط على المبعوث الأممي، حصوله على" التزام واضح" من الحوثيين وحزب صالح بالمرجعيات الثلاث، إضافة إلى تحديد مدة زمنية للجولة المرتقبة، حتى لا يتم المماطلة في جلساتها.
وقال وزير الخارجية رئيس الوفد الحكومي في مفاوضات الكويت، عبدالملك المخلافي٬ في تصريحات صحفية مطلع الاسبوع الفائت "إن ثقة الحكومة بالمبعوث الدولي٬ اهتزت" بعد تقديمه مشروع «خريطة الطريق»٬ مضيفا إن خريطة الطريق التي طرحها المبعوث الدولي٬ لم تكن ملتزمة بهذه المرجعيات أو تعتمد عليها.
وانتهت الجولة الأولى في مفاوضات الكويت دون تحقيق أي تقدم جوهري في جدار الأزمة، نظرًا لتعنت وفد الانقلابيين (الحوثي وصالح) وان هذه الجماعة ليست لديها حلول سياسية، بقدر ما تكرس جهدها للسيطرة على الأرض.
اعتراف بالانقلاب
ويرى مراقبون أن الحكومة اليمنية، تخشى من الذهاب إلى مفاوضات الكويت والتوقيع على اتفاق سلام مع الحوثيين تضمن مشاركتهم في حكومة وحدة وطنية وتحولهم إلى سلطة، قبل الانسحاب من المدن وتسليم السلاح الثقيل للدولة، كونهم سيمسكون بمصدر القوة.
ردة فعل لموقف الحكومة
وفي السياق قال الكاتب الصحفي "يحيى الثلايا" إن العودة المبكرة والمحتفى بها اعلاميا لوفد الحوثي وصالح للكويت لاستئناف المشاورات تأتي بعد حديث رئيس الجمهورية ووفد الحكومة عن تحفظات تجاه أداء الأمم المتحدة في الملف اليمني، وفي ظل توقعات عن تأخر موعد انطلاق المشاورات.
واضاف الثلايا في تصريح خاص لـ(الموقع بوست) يبدو واضحا مبالغة الحوثيون في احتفاءهم بعودة وفدهم للكويت وتحمسهم له بذات القدر الذي كانوا يتعاملون به مع اخبار انتصاراتهم الميدانية وصواريخهم وكتائبهم التي اسقطت المدن السعودية، ولا يظهر ثمة سبب لهذا التحمس سوى ردة فعل لموقف الحكومة من العودة للمشاورات.
وتابع الكاتب الصحفي "يعود الحوثي للكويت بحماس كبير مرجعه رفض خصومه فقط كما يبدو مشيرا إلى أنه ليس معلوما ما إذا كان حماس الحوثي للعودة للكويت متعلقا بالتفاهمات الثنائية بينه وبين الجانب السعودي في ظهران الجنوب - حسب قوله.
وتساءل الثلايا على ماذا يراهن الحوثي في تحمسه للعودة ؟ ظهران الجنوب أم ردة فعل لموقف الحكومة لا أكثر؟ مضيفا: وفي الغالب فإن الموقف الحكومي ليس موقفا باتا إذ سيشارك في المفاوضات..فماذا سيكون موقف الحوثي حينها ؟
الاعيب وحيل
وعن إسراع وفد الانقلاب للمشاورات وتعليق الوفد الحكومي مشاركته قال الكاتب والمحلل السياسي "محمد جميح"، "لأن وفد الانقلاب يريد أن يضيع الوقت دون أن ينجز الاتفاق.
واضاف "جميح" في تصريح خاص لـ(الموقع بوست) يريد وفد الانقلاب أن يقول إنه لا يعرقل وإن الحكومة تعرقل، وإنه حريص على وقف الحرب، وهذا ليس شأن الحكومة – حسب قوله .
وتابع الكاتب والمحلل السياسي "لكن الناس تعرف هذه الألاعيب والحيل. مضيفا: الانقلابيون حضروا متأخرين للمحادثات ذاتها بعد ثلاثة أيام، واليوم يحضرون في الموعد، واستطرد قائلا: لأنهم عرفوا أن المحادثات لن تلزمهم بشيء.