[ عناصر من مليشيا الحوثي ]
دقت الشرعية في اليمن والتحالف العربي طبول الحرب على مشارف العاصمة صنعاء، مع وصول مشاورات الكويت إلى طريق مسدود، والإعلان رسميا عن تعليقها، وعزفت المليشيا الانقلابية هي الأخرى على وتر الإرهاب بوتيرة غير مسبوقة مؤخرا، تحديدا في المحافظات غير الخاضعة لسيطرتها.
راهنت المليشيا الانقلابية، على ملف الإرهاب، منذ أن بدأت الحرب في اليمن، إذ تزامن ظهور ما يسمى تنظيم الدولة" داعش" في البلاد، مع بدء عاصفة الحزم التي أعلن عنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في مارس/ آذار 2015، ووصف إعلام المليشيا المئات من المنتمين للمقاومة الشعبية في البلاد بالإرهابيين الدواعش، حتى أنها خاضت حربها في مدينتي تعز و عدن تحت يافطة" قتال الدواعش".
"شرعنة داعش"
كما يلاحظ أن ملف ما يمسى داعش فرع اليمن، يزداد حجمه تدريجيا، لتلبية الأهداف التي يسعى للوصول إليها، من يقفون خلف هذا الكيان الاستخباراتي.
ففي مايو/أيار الماضي، تم شرعنة" داعش" فرع اليمن، بإدراج وزارة الخزانة الأمريكية للتنظيم، إلى اللائحة السوداء للتنظيمات الإرهابية، وهو ما يعني إمكانية أن يكون" داعش" مبررا للتدخل عسكريا في اليمن، وضرب المقاومة الشعبية، بذلك الملف، كما حدث في سوريا، وتغيير المسار الحقيقي للصراع، وتحويله إلى طائفي بين سُنة تُتهم بالإرهاب، وشيعة ممثلة بمليشيا الحوثي.
ويبدو بأن الولايات المتحدة الأمريكية وإيران التي تدعم مليشيا الحوثي وصالح في البلاد، كانتا تحضران لاستخدام ورقة" الإرهاب" للي ذراع ، الشرعية في اليمن والتحالف العربي الذي يخوض حربا شرسة في اليمن، وقطع الطريق أمام خيار الحسم العسكري، والضرب بيد من حديد باستخدام عصا" الإرهاب" التي ستكون القشة التي تقسم ظهر البعير، والوسيلة التي لن يكون من السهل الاعتراض على استخدامها، كون الإرهاب الهاجس الأمني الأكبر لدى جميع الدول.
سبب لزيادة القوة الأمريكية
اليوم قال الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل، إن بلاده تدرس زيادة وجودها في اليمن، للتصدي بشكل أفضل لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وذلك بعد نحو شهرين من الكشف عن إرسال عدد قليل من الجنود الأميركيين إلى اليمن للغرض نفسه.
وفي الثاني عشر من يوليو، تموز الجاري، قالت البحرية الأمريكية في بيان صحفي صادر عنها، أنها انتقلت من شرق المتوسط إلى حافة شبه الجزيرة العربية، قُرب اليمن حيث ستواصل دعم الجهود الرامية إلى هزيمة تنظيم" الدولة الإسلامية"، موضحة أن حاملة الطائرات" دوايت ايزنهاور" التي تعمل مع خمسة أساطيل أمريكية، أعادت تموضعها ضمن مجموعة قتالية بموجب خطة استجابة الأسطول الأمريكي الجديدة، التي تهدف إلى تلبية الاحتياجات العسكرية في المنطقة التي تضم اليمن.
مسرح لتصفية مشاكل واشنطن الداخلية
ويطرح سؤال نفسه وبقوة عن إمكانية أن تكون اليمن مسرح فداء لتصفي الإدارة الأمريكية مشكلاتها الداخلية، عبر تصعيد عسكري محتمل في اليمن، تحت مظلة محاربة الإرهاب، فملف الانقسام الذي يتصاعد في الداخل الأمريكي عقب الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، يهدد الأمن القومي الأمريكي، الذي سيدفع الإدارة الأمريكية للبحث عن أي تصعيد خارجي، للملمة ذلك الملف المتصاعد، وإذا لم يقتصر الدافع الأمريكي نحو تحريك حاملة الطائرات" دوايت ايزنهاور" على الضغط الدولي للبدء بالعملية السياسية دعما للمليشيا الانقلابية، وتعداه إلى لملمة الداخل الأمريكي، بالاتجاه نحو العدو الخارجي، في ظل تصاعد حالة الانقسام، فإن التحريك لها، أمر غاية في الخطورة، وستكون هناك تحركات جدية مكثفة، وتدخل عسكري أمريكي في اليمن في المستقبل القريب، تحت ستار محاربة القاعدة والإرهاب، سيكون مسرحه أراضي الجنوب في البلاد، وسيخلط هذا التطور، الأوراق اليمنية والإقليمية بشكل مخيف، وستشهد المنطقة فوضى وتفكيك أكبر.
فتحت" مكافحة الإرهاب" العديد من الأبواب لإيران بعد توقيعها على الاتفاق النووي قبل أكثر من عام، وسيفتح هذه المرة لها بابا سهل الدخول إليه في اليمن، ولكن عن طريق وكلائها، الذين ستقدمهم للعالم كحلفاء في مكافحة الإرهاب، ولا يختلف اثنان عن التنسيق الأمريكي الإيراني عملياتيا فيما يسمونه محاربة الإرهاب، في العراق أو سوريا وحتى اليمن، وبالتالي إن كانت إيران قد قدمت عرابين جديدة لنيل الثقة مع الإدارة الأمريكية، ستكون اليمن مسرحا لتقدم إيران الغطاء الذي تريده أمريكا عبر وكلاء الأولى في اليمن" الحوثيين"، وستكشف الأيام القادمة الكثير من الغموض، وستسقط الكثير من الأقنعة.
الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية، أعلنت عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب، وهي بذلك ربما كانت تستشعر الخطر الذي يمكن أن تستغله إيران في حربها الإقليمية ومن ورائها أمريكا، باستخدامها لفزاعة الإرهاب، لكن وحتى الآن لم يقم التحالف الإسلامي بأي دور، في ظل وجود تحالف دولي لذات الغرض، على الرغم من أن الأول، كان يمكن أن يمنع وجود أي استغلال لهذا الملف.
ومؤخرا ضرب الإرهاب أكثر من دولة عربية ودولية، وغالبا ما يلحق ذلك صدور قرارات دولية تكون قاصمة للظهر، وتُغير من واقع المنطقة العربية.