[ مسلحون حوثيون - إرشيف ]
أقدمت مليشيات الحوثي والمخلوع، مطلع الأسبوع الجاري، على إعدام أسيرين ينتميان للمقاومة الشعبية في منطقة "ظبي الأعبوس" جنوب شرق تعز.
وأفادت مصادر محلية إن المليشيات أعدمت الأسيرين "علي ناصر" و "عمار سعيد عبدالله" رميا بالرصاص الحي، بعد أسرهم أثناء سيطرت المليشيات على أجزاء كبيرة من "ظبي الأعبوس" قبل أكثر من أسبوع.
وأضافت المصادر أن جثتي الأسيرين، بالإضافة إلى جثة أخرى لجريح سابق منعت عنه المليشيات الرعاية الطبية وتوفي مؤخرا، لا تزال ملقاة في العراء، ولم تتمكن الطواقم الطبية من انتشالها بسبب تمركز قناصة المليشيات في المنطقة.
وناشد أهالي المنطقة طواقم الصليب الأحمر الطبية الحضور وانتشال الجثث، وتسليمهم لذويهم.
وفي جريمة بشعة تضاف إلى سجل مليشيات الحوثي والمخلوع، شهدت منطقة "حمير مقبنة" غرب تعز، إعدام الأسيرين "نادر الحميري" و "عمار حسان" من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع، والتي قامت بعد ذلك بسحلهما وحرق جثتيهما بمادة الأسيد.
ونشر ناشطون وحقوقيون صورا لجثة "الحميري" بعد تعرضها لحروق بالغة.
ويحرم القانون الدولي واتفاقيات جنيف، جميعا تحرم قتل أسرى الحروب، كما تلزم أطراف النزاع بإيلاء الرعاية الصحية الفائقة لهم، والسماح للصليب الأحمر بتقديم الدعم الطبي للجرحى وكذلك انتشال جثث القتلى.
وتطالب المادة 3 المشتركة بين اتفاقيات جنيف الأربع، والمتعلقة بالنزاعات المسلحة الداخلية، تطالب بمعاملة إنسانية لجميع الأشخاص المعتقلين عند العدو، وعدم التمييز ضدهم أو تعريضهم للأذى.
كما تحرم على وجه التحديد القتل والتشويه، التعذيب، المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة، واحتجاز الرهائن، والمحاكمة غير العادلة. وتمنح، كذلك، اللجنة الدولية للصليب الأحمر الحق في توفير خدماتها لأطراف النزاع.
جرائم حرب لا تسقط بالتقادم
توصلت الأمم منذ مئات السنين إلى اتفاقيات وقبلها التشريعات السماوية، نظمت حالات الحرب وأسراها، حيث أوضح المحامي والخبير القانوني "فيصل المجيدي" أن هذه التشريعات "تراكمت حتى العام 1886م، عندما تم تأسيس ما يسمى باللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي ضغطت على الحكومة السويسرية في هذا العام على عقد اجتماع دولي حضرته العديد من الدول، ونتج عنه اتفاقيات لأخلاقيات الحرب".
وأضاف "المجيدي" في حديث لـ(الموقع بوست): "وقد تم على إثره توقيع ما عرف باتفاقيات "جنيف" ثم تطورت إلى العام 1949 وأطلق عليها "القانون الدولي الإنسان"، حيث نظمت حالة "أسير الحرب"، وجعلت له حقوق بمجرد إلقائه للسلاح أو استلامه أو أسره".
وتابع "المجيدي": "هذه الاتفاقيات الأربع جعلت من إعدام الأسير جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، وحصل هناك تطور للقانون الدولي الإنساني ودخلت "جريمة الحرب" ومنها قتل الأسير ضمن النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وتحديدا في المواد 5 .7.9 منها، والتي في حال عجز القضاء المحلي، يجوز اللجوء لها عبر مجلس الامن، وبالتالي فهي جرائم لا تسقط بالتقادم".
سحل وتعذيب أسرى بالأسيد
في صبيحة 29 رمضان، شن الحوثيون هجوما على موقع "المجعممة" في عشملة حمير، وأسر المقاومين البطلين نادر أحمد غالب، و "عمار حسان".
وقال "مفضل الحميري"، وهو إعلامي في جبهة مقبنة: "في ذلك اليوم، حدثت اشتباكات بين المقاومة والحوثيين، وتعرض البطلان للإصابة ووقعا في الأسر".
وأضاف "الحميري" لـ(الموقع بوست): "قامت مليشيات الحوثي والمخلوع بتعذيب البطلين وسحلهما، كما تم صب مادة الأسيد عليهما وتشويه جثتيهما، ومن ثم جرى الاتصال ببعض أقارب البطل "عمار" للقدوم وتسلم جثته".
وتابع: "في "حميَر" اعتقلت مليشيات الحوثي الكثير من أبنائها، وتم أخذ مبالغ مالية منهم، وتهديدهم بالسجن بتهمة أنهم داعمين للمقاومة، فضلا عن تفجير مجموعة من منازل المواطنين، على سبيل المثال وليس الحصر منزل "أحمد البصير" ، "عمر الفقيه" و "عصام العبدلي" وغيرها، بالأضافة إلى إطلاق عشرات الصواريخ الكاتيوشا وعشرات من قذائف الهون والهوزر، على نحو عشوائي".
وأردف قائلا: "تأتي كل هذه الجرائم الإرهابية ضمن سياق حملة تقوم بها عصابة الحوثي والمخلوع لترويع الناس وتخويفهم، وتركيع القرى لرغباتهم الشيطانية".
جرائم متنوعة
مع مرور الوقت، تتفنن مليشيات الحوثي والمخلوع بالتنكيل بالمواطنين وإلحاق أكبر قدر من الأذى بهم، وقال "سهيل الخرباش" الإعلامي في جبهة حيفان، إنه في منطقة "ظبي الأعبوس" هناك استهداف مباشر للمواطنين، أيا كانوا، حيث أن كل ما يتحرك يصير هدفا لقناصتهم العمياء.
وأضاف "الخرباش" في تصريح لـ(الموقع بوست): "وفي تطور لافت لأساليب الجريمة، فوجئنا بإعدام اثنين من أسرى من أفراد "مقاومة ظبي" والذين تم اسرهم في 27 رمضان، وهما "على ناصر" و "عمار سعيد" ".
وتابع: "كما تم استهداف المواطن "طاهر ناشر" بواسطة قناصة، واستشهد على الفور، فيما أصيب مواطنون آحرون، وتم نقل البعض منهم إلى مستشفيات عدن".
وأردف قائلا: "كغيرها من المناطق التي اجتاحتها مليشيات الحوثي، شهدت "ظبي" تفجير منزل أحد المواطنين، تحت ذريعة معارضته لفكرهم، كما قامت المليشيات كذلك بترعيب المواطنين وإجبارهم على "النزوح" من منازلهم وتحويلها إلى ثكنات وتحصينات عسكرية. فضلا عن تلغيم المناطق والوديان فور سرتهم عليها، وبدون خرائط طبعا".