[ الرئيس هادي وعدد من المسئولين ]
أجمع محللون على أن زيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، اليوم الأحد، إلى محافظة مأرب، تشكل ضربة موجعة لمليشيا الحوثي والمخلوع، فضلا عن كونها مؤشر قوي على أن خيار الحسم العسكري بات الأكثر حضورا لدى الحكومة الشرعية والتحالف العربي.
ويرى المحللون، أن زيارة الرئيس ونائبه، إلى مأرب، تعزز إلى حد كبير، خيار الحسم العسكري، كخيار وحيد، بعد أن فشلت مشاورات الكويت في إلزام الانقلابيين بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، خصوصا أن الزيارة، جاءت بالتزامن مع تزايد الأنباء عن الحسم العسكري، لإسقاط الانقلاب، وبعد أيام وجيزة من رفع مشاورات الكويت، دون أن تحقق أي تقدم يذكر.
وقال متابعون، إن زيارة الرئيس ونائبه إلى مأرب، تمثل هزيمة للانقلابيين، إلا أنها لا تعني الحسم العسكري في صنعاء، كون التعويل هو على دول التحالف العربي، وليس على الرئيس اليمني، بينما يرى متابعون آخرون تحدثوا لـ(الموقع بوست)، أن وصول المشاورات إلى طريق مسدود، يؤكد أن خيار الحسم هو القائم، لإنهاء الانقلاب، الذي تسعى الأمم المتحدة - حسب مسئولين حكوميين- لشرعنته، عن طريق مشاورات الكويت، لافتين إلى أن أي تحرك تقوم به الشرعية والتحالف العربي في اليمن سيشكل بالتالي خطوة مهمة نحو، الضغط على الأمم المتحدة، لعدم السماح بتشكيل حكومة شراكة مع الانقلابيين، وإفراغ قرار 2216 من مضمونه.
وكان الرئيس هادي أكد اليوم الأحد، في كلمته التي ألقاها عقب وصوله إلى مأرب شرق البلاد، أنه لن يتراجع عن أحلام اليمنيين في يمن اتحادي تسوده العدالة والمواطنة، ولن يسمح للحوثيين بإقامة دولة فارسية في اليمن، مُشددا على أنه لن يسمح للمليشيا الانقلابية بالتطاول على عشرين مليون يمني، وتحويل اليمن إلى دولة تابعة لإيران.
وأضاف "هادي": "كما احتفلنا في الـ27 من رمضان بتحرير عدن، سنحتفل بتحرير صنعاء قريبا وباقي المحافظات، وسنكون بين صفوف أهلها".
من جانبه، كشف مصدر خاص عسكري متواجد في مأرب لـ(الموقع بوست) عن وصول تعزيزات عسكرية ضخمة، اليوم الأحد، إلى المحافظة، بالتزامن مع وصول الرئيس هادي، ونائبه الفريق محسن، بينما ذكر مصدر مسئول في المجلس المحلي بمحافظة مأرب، أن زيارة الرئيس هادي إلى المحافظة، هي للاطلاع على الوضع الأمني في المحافظة، ولزيارة المنطقة العسكرية الثالثة.
مؤشراً للحرب
أوضح المحلل السياسي ياسين التميمي، أن زيارة الرئيس هادي ونائبه الأحمر إلى مأرب، تعد مؤشرا حقيقيا على الحرب.
وأضاف في تصريح خاص لـ(الموقع بوست)، أنها (الزيارة)، "تأتي في ظل توقعات متشائمة بشأن عدم استئناف مشاورات الكويت، وفي ظل تفاقم الوضع العسكري على نحو شامل، بما في ذلك استئناف المواجهات على الحدود واستمرار إطلاق الصواريخ البالستية".
ولفت التميمي، إلى أنه آن الأوان لإنجاز ما تم تأجيله من حسم عسكري يعيد الدولة إلى اليمنيين، مؤكدا" عودة الرئيس ونائبه إلى مأرب، تجعل البلاد أقرب من أي وقت مضى، من المضي في خيار الحل العسكري إلى نهايته".
واختتم حديثه بالتذكير بأن زيارة هادي، استبقها باتصال هاتفي بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وهذا يعني - حسب الكاتب التميمي- أن الرئيس يريد أن يقول" إن لم تكونوا جزء من معركة تحرير صنعاء، فلن نخوضها دون تشاور أو تنسيق".
استبعاد إفساد عنصر المفاجأة
من جانبه، قال الإعلامي والباحث في الشئون السياسية عبدالملك اليوسفي، إن زيارة الرئيس ونائبه إلى مأرب لها أكثر من دافع وتفسير، مشيرا إلى أنه "من الممكن ن يكون لها علاقة بحشد معنويات المقاتلين لمعركة ما ذات أهمية استراتيجية، وإن كان من المستبعد أن يتم إفساد عنصر المفاجأة؛ لعمل عسكري كبير على جبهة صنعاء".
وتابع لـ" الموقع بوست" أن "الأمر الآخر قد يكون التهيئة لترتيبات هيكلية ذات علاقة بتمكين الحكومة مؤسسيا، انطلاقا من مأرب التي أثبتت فعالية في ملفات الأمن و تسيير المؤسسات الاقتصادية فيها، ويسند هذا التفسير تصريحات سابقة بهذا الصدد، كما يظهر في الصورة التي نشرت اليوم للرئيس هادي، وكان بجانبه نائبه نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية والتأمينات عبدالعزيز جباري، الذي كان قد زار مأرب قبل فترة لذات الأمر".
ولفت الكاتب" اليوسفي"، إلى أن الرئيس هادي ونائبه أرادوا إيصال رسالة مفادها، أنهم متواجدون على الأرض، كسلطة واقع تملك النفوذ الفعلي، كورقة للضغط على المشاورات.
وقال "إن ذهاب الرئيس هادي ونائبه إلى العاصمة المؤقتة عدن، فيما لو حدث، سيحمل في طياته كثير من الإشكاليات، وقد يفجر ملفات كثيرة مع الموتورين من عناصر الحراك المسيطرين على الأرض في عدن".
الحسم العسكري
من جهته قال المحلل السياسي محمد المهدي، أن الزيارة تحمل دلالات عديدة من حيث طبيعتها وتوقيتها، وأكد أنه تلقى معلومات من مصادر خاصة، تؤكد أن تلك الزيارة مرتبطة ارتباطا وثيقا بعملية الحسم العسكري المزمع البدء بها خلال الفترة القادمة، في ظل فشل غير معلن للمشاورات في الكويت.
وأردف في حديثه لـ(الموقع بوست) أن الزيارة "تأتي هذه الزيارة في ظل خروقات مستمرة على كافة المناطق، أهمها حدود المملكة العربية السعودية، التي أكدت لها تجربة اتفاقية ظهران الجنوب، واختراق الحوثي لها، أن الحسم أصبح ضروريا".
مأرب المقاومة
من جانبه، وصف الكاتب والصحافي حسين الصوفي محافظة مأرب، بأنها عاصمة المقاومة وهي الجمهورية النقية التي لم تدنسها المليشيا الانقلابية، مؤكدا أن وصول الرئيس إلى مأرب، يؤكد قرب التحرير الكامل للبلاد، وعودة الشرعية والحرية لليمن، وأن صنعاء عاصمة الوطن الجريح على موعد مع الحرية وعودة الدولة بشكل عاجل.
وقال لـ(الموقع بوست) إن رمزية مأرب تقول "أن الحسم العسكري أصبح بين عشية وضحاها".
الجدير بالذكر أن محافظة مأرب النفطية، محاذية للعاصمة صنعاء، وتوجد بها العديد من القيادات العربية ضمن قوات التحالف العربي، وهي بمثابة قيادة عمليات للجيش الوطني.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة، عمليات عسكرية نوعية ستقوم بها قوات الجيش والتحالف العربي، في محيط صنعاء، أو في محافظات أخرى، قبيل استئناف المشاورات، فيما لو تم استئنافها.