طالت يد الإرهاب خلال بضعة أيام عدة دول عربية كـ" لبنان" و" البحرين"، و" المملكة العربية السعودية، وفي جميع تلك الأعمال الإرهابية، اتجهت أصابع الاتهام نحو دولة "إيران" التي اتهمها مؤخرا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بدعمها وتصديرها للإرهاب، وكذا التأسيس لمليشيات طائفية لزعزعة أمن واستقرار المنطقة.
ويوم أمس الإثنين 4 يوليو/ تموز، تعرضت المملكة العربية لثلاثة تفجيرات انتحارية، قتل على إثرها 4 من رجال الأمن، وجرح 5 آخرين.
وتزامنت هذه العمليات الإرهابية، مع فشل انتحاري، بتنفيذ عملية إرهابية في أحد مستشفيات جدة بالسعودية، يوم الأحد 3 يوليو/ تموز، وكذا الوصول إلى طريق مسدود في مشاورات السلام اليمنية الجارية في الكويت.
وبحسب خبراء تحدثوا لـ" الموقع بوست" فإن إيران تحرك أذرعتها داخل السعودية، للضغط عليها، خاصة بعد مشاركة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بعمليات عسكرية تستهدف مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، التي تدعمها إيران، مؤكدين أن تأخر الحسم العسكري في اليمن، سيقود إلى تدهور الأوضاع في المنطقة بكاملها.
وتأتي هذه التفجيرات، مع وصول الاحتقان إلى درجة كبيرة بين السعودية وإيران، حول عدة ملفات، أبرزها ملف الحج، إذ منعت طهران الحجاج الإيرانيين من التوجه إلى مكة لأداء فريضة الحج، وهو ما بينه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريحات صحفية قال فيها" إن إيران طلبت الحق في تنظيم مظاهرات، وامتيازات ستثير الفوضى في الحج" وهو الأمر الذي رفضته المملكة.
تأجيج الطائفية
في السياق ذكر الكاتب والباحث في الشئون السياسية عبدالملك اليوسفي أن " المشروع الإيراني في المنطقة واضح الأجندة، والتعبيرات الرسمية للنظام الإيراني صريحة عبر مؤسسات النظام و قياداته وإعلامه و أذياله في المنطقة".
وأضاف في تصريح لـ(الموقع بوست): "ومما لا شك فيه إن إيران تعتبر السعودية العدو رقم واحد، والهدف الجغرافي الاستراتيجي للتوسع وتصدير العنف، والواضح ان التفاهمات التي تمت بين مليشيا الحوثي والسعودية، وإن كانت مراوغة تكتيكية، فإن تركها تسير بسلاسة قد يصنع حالة من التطبيع الجماهيري، ولذلك فإن إيران لا يمكن أن تسمح بذلك".
واستطرد: "ذلك أنه حتى لو تم تجيير العنف الحاصل على كيانات هلامية، مثل ما يسمى" داعش"، فإن الشعب السعودي وقيادته يدركون الفاعل الحقيقي، وهذا يؤجج حالة الاستقطاب والكراهية، ويعزز المناخ الطائفي المتصاعد، وذلك غاية ما يريد نظام الملالي في إيران".
مخاطر تأجيل الحسم في اليمن
ويرى الكاتب "اليوسفي" أن " تأخر الحسم العسكري في اليمن، سيضع المنطقة على شفا بركان".
وأضاف قائلا: "يبدو أن التراخي العسكري الحاصل في اليمن، صنع حالة من الشجاعة عند جماعات شيعية متشددة، بجدوى العنف، وأعطى بصيص لأفق و لو ضئيل جدا للتحرك، وفق المخططات المرسومة سلفا في مطابخ صناعة القرار لدى النظام الإيراني، والشبكة المؤدلجة التي يسيرها في المنطقة".
مخطط إيران
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي ثابت الأحمدي إن "ما حصل من تفجيرات مؤخرا في المنطقة العربية، هو جزء من مسلسل كبير ليس الأول ولن يكون الأخير، وهو ضمن مخططات إيران في المنطقة مدعومة بضوء أخضر أمريكي في محاولة مكشوفة ".
وعن سبب تلك التفجيرات، أوضح لـ(الموقع بوست) أنها "من أجل لي ذراع المملكة التي بدأت تنتهج سياسة جديدة في المنطقة، تتسق وتطلعات الشعوب العربية".
واستدرك قائلا: "التفجيرات والإرهاب لعبة سياسية استخباراتية، تحركها أياد دولية، مستغلة بعض الشباب من أصحاب الفكر المنحرف والمأزومين نفسيا في المجتمعات الاسلامية".