[ نائب قائد القوات البرية السعودية في مأرب ]
تتحرك الكتلة الحربية في اليمن تجاه تصعيد متوقع دون معرفة الأسباب والدوافع وراء هكذا تحرك من جانب الحوثيين المدعومين من قوات موالية للرئيس السابق والحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي.
ينظر كثير من المراقبين أن (فشل مشاورات الكويت) وراء هكذا نوع من التصعيد العسكري، في وقت يستعد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ لتقديم خارطة طريق (لم يعرف فحواها) للطرفين، لكن لم تتكشف بعد نتائج المشاورات الخلفية التي تجريها الرياض مع الحوثيين، بعد أيام من زيارة محمد عبدالسلام الناطق الرسمي للحوثيين ورئيس الوفد المفاوض للقاء قيادات سعودية واستمرت ثلاثة أيام.
وهو ما كشفه عبدالملك العجري عضو المجلس السياسي للحوثيين في تصريحات لـ"نادي الشباب الصحفيين" الإيرانيين- ناطق بالفارسية- بالقول إن: "المحادثات مع السعودية انتهت دون نتائج"، موضحاً أن خارطة الطريق لمستقبل اليمن القريب حتى وإن كان على يد ايادي خارجية إلا كونه قد يمثل حلاً للأزمة السياسية في البلاد.
ولا يبدو أن خارطة الطريق ستكون تلك العصا السحرية التي يمكن من خلالها حل أزمة البلاد، ومن الواضح أن الحوثيين تنبهوا لحجم تأثير فشل المشاورات الخلفية- التي كانوا يعولون عليها- ويبدون موافقين على نقل "المشاورات" من الكويت إلى الرياض، لكن حليفهم "صالح" يرفض "النقل" وقدم رؤية "حل" منفرداً للمبعوث الأممي، والذي قال إنه سيقدم التنازلات الممكنة!.
ميدانياً خلال اليومين الماضيين وصل نائب القوات البرية السعودية (رئيس القوات المشتركة في اليمن) الأمير فهد بن تركي وألتقى في مأرب، هيئة الأركان وزار عدد من المعسكرات والجبهات، العميد علي الزعابي قائد القوات الإماراتية في اليمن قام بذات الزيارات للمعسكرات مؤكداً بدء مرحلة جديدة، تحدثت صحيفة "الإمارات اليوم"، الجمعة، أن هناك استعدادات لمرحلة جديدة من تحرير اليمن، أبوظبي أرسلت إلى رئيس هيئة الأركان اليمني اللواء (محمد المقدشي) تطلب زيارته ومحافظ صنعاء وذمار و الجوف؛ بالرغم من كون المحافظين الثلاثة يحملون رُتب عسكرية إلا أنه كان من المفترض أن تُرسل الرسالة لـ"هادي" أو نائبه "الأحمر" إلا أن ذلك لم يحدث، ولكن مع ذلك فيبدو أن هناك تحركاً قريباً في تلك المحافظات الثلاث وتريد أبوظبي جزءً من الفاعلية فيها.
ومن خلال قراءة التصعيد العسكري للحوثيين وحليفهم باتجاه أكبر قاعدة عسكرية في البلاد (قاعدة العند) والتحركات العسكرية للمقاومة في معظم الجبهات، مع إعلان "كتائب البيضاء" (وسط البلاد) عن تأسيس نفسها، فإن هناك عملاً عسكرياً يلّوح في الأفق، إذا أُعلن عن "فشل مشاورات الكويت" ويبدو أنها ستكون بوتيرة أقل إذا ما نقلت المشاورات إلى "الرياض"، ومع زيارة محمد بن سلمان ولي ولي العهد و وزير الدفاع السعودي للولايات المتحدة الأمريكية، فيبدو أن الزيارة التي استمرت قرابة أسبوع من لقاءات المسؤولين الأمريكيين بمن فيهم "باراك أوباما" قد أخذت خيطها الأخضر للتدخل في حال فشلت تلك المشاورات التي تُقام تحت راعية ومراقبة من سفراء الدول 18.
وربما هي الخطة التي تحدثت عنها وكالة فارس في مايو الماضي أن الولايات المتحدة أعطت "الرياض" الضوء الأخضر لدخول صنعاء، وقيادة معركة تحريرها.
إيرانياً لا تبدو "طهران" بخير بالرغم من التطمينات الروسية المتكررة ببقاء الحوثيين في الفترة القادمة وكان أحدث التصريحات بشأن اليمن، ما قاله (السبت) رئيس مقر عمار الثقافي حجة الاسلام مهدي طائب "إن خروج المغرب والإمارات من تحالف غزو اليمن، سيجعل بقية البلدان عاجلاً أو آجلاً تخرج من إئتلاف السعودية بعد معرفة خطأهم".
وهذا الرجل (مهدي طائب) تحدث في تصريحات أخرى أن حوادث جديدة ستحدث في موسم الحج هذا العام.
(طائب) هدد بأن اليمن سيكون" مستنقعاً لأولئك الذين يتطلعون لقمع التحركات الشعبية والحاجة إلى كل العالم لأخذ العبرة والعدالة مما يدور".
وإلى جانب هذا الترويج ينشط العسكريين الإيرانيين في الحديث عن العمق الإيراني في اليمن ولجأوا إلى الحديث عن "ثقافة المقاومة التي تنتصر إيران" بفضلها في اليمن، كما جاء في تصريحات قائد فيلق حمزة سيد الشهداء محمد تقي اوصانلو. وتضيف عليه ما قالت إنها دراسة رأي عام أن شعبية إيران في اليمن إلى جانب (العراق ولبنان وفلسطين وسوريا) ارتفعت!.
عملياً لا يبدو أن اليمن ستخرج من نفقها المظلم ما لم تُحسم الحرب، بنتصر واحد، فلا يبدو الحوثيين لديهم النية لتسليم السلاح والانسحاب من المدن، وما زال صالح يُقدم حلول تناسبه وعائلته، ولا يمكن لحكومة أن تعود لتمارس مهامها في ظل وضع "متدهور" بصلاحيات منقوصة تمارس فيها الميليشيات سطوتها ورغبتها، ويتحول فيه زعيم جماعة إلى "مرشد إيراني" ثاني في اليمن.