[ جانب من الأضراب التي لحقت بالمعسكر جراء القصف ]
بعد أذان المغرب في الـ " 20 " من شهر رمضان الماضي، استهدفت غارات للتحالف العربي معسكر اللواء 23 ميكا في منطقة العبر بحضرموت الموالي للشرعية، ما أدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين، وعشرات الجنود، الذين كانت تعدهم السلطات والتحالف لمواجهة الحوثي في عدة جبهات.
وتحل الذكرى الأولى لتلك الحادثة، في الوقت الذي لا تزال وعود الحكومة والتحالف العربي لأهالي الضحايا بإظهار النتائج ومحاسبة المتسبب في الجريمة حبراً على ورق.
وأعلن التحالف العربي حينها أن الغارات التي استهدفت مقر اللواء 23 ميكا في العبر بحضرموت كانت عن طريق الخطأ.
ويتهم أهالي الضحايا السلطات الشرعية بتعمد تجاهل وعودها لهم بالتحقيق في القضية، بالإضافة إلى منح أسرهم، التعويض المناسب، كونهم قضوا وهم يؤدون واجبهم في صفوف الشرعية.
ويرى مراقبون أن فتح ملف قضية العبر بالذات، من شأنه الكشف عن خيوط كثيرة حول إحداثيات الطيران التي استهدفت مواقع حساسة في قوات الشرعية والمقاومة.
غموض مصطنع
يقول الخبير في شؤون النزاعات المسلحة والأمنية "علي الذهب" إن الغموض الذي يكتنف القضية غموضا مصطنع، مؤكدا في تصريح لـ(الموقع بوست)، أن الهدف من ذلك الاستهداف، واضح والرسالة استوعبت من قبل كافة الكيانات المساندة لشرعية الرئيس هادي.
وأضاف الذهب، أنه على هذا جاءت خطوات وآليات الجيش الوطني المساند له، بحيث جرى فرز هذا الجيش بين شمالي وجنوبي تحت مسمى خادع، "الجيش الوطني"، لافتا إلى أن البلاد ستدفع ثمن هذا الفرز باهضا.
وأوضح أنه لا رحاء من التحقيقات وستكون النتائج مجافية للواقع؛ لأن الحكم والخصم واحد، حد تعبيره.
وأشار الذهب إلى أن التحالف العربي هو الوحيد الذي يتحمل مسؤولية هذه الحادثة، التي وصفها بـ"الجريمة العمدية"ـ بوصفها جريمة حرب، حد قوله.
ودعا "الذهب" أهالي الضحايا إلى تصعيد ذلك إعلاميا وعلى نطاق واسع وفي كافة المحافل الدولية.
التحقيق سيكشف خيوط اللعبة
من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي "محمد المقبلي" أن جريمة العبر لا تسقط بالتقادم.
وأضاف المقبلي في تصريح لـ(الموقع بوست)، أن فتح ملف التحقيق في هذه الجريمة بالذات من شأنه الكشف عن خيوط كثيرة حول إحداثيات الطيران التي استهدفت الكثير من المدنيين، واستهدفت أيضا مواقع حساسة في قوات الشرعية والمقاومة.
وقال المقبلي إن التحقيق في مثل تلك القضية ملزمة إنسانيا ووطنيا بالكشف عن خيوطها، متوقعا أن تكون جهات دولية متورطة بمسألة المعلومات الجهات التي قالت إنها ستقدم دعم لوجستي وهذا من وجهة نظري سر تأخر الحكومة والتحالف.
مطالبات بتحقيق العدالة في هذه القضية
بدوره يصف عبدالرقيب نجل العميد أحمد يحيى غالب أحد القادة لعسكريين الذين قضوا في الغارات على معسكر، الجريمة بالمروعة، مشيرا إلى أن والده وثمانية من أقاربه من أصل 54 شخص، سقطوا في هذه الحادثة.
وأضاف "عبدالرقيب" في تصريح لـ(الموقع بوست): "لم نكن ندرك أن تلك الليلة ستكون العشاء الأخير لوالدي بعد اغتياله بطلعه جوية لمقاتلات التحالف العربي خاصة وأنه كان أكثر من حشد وجند من اجل بناء الجيش الوطني الجديد ومن المجحف ان ينتهي نضاله بتلك الطريقة وبنيران صديقه".
وقال: "إننا ناسف لمدى التجاهل لدوره النضالي من قبل السلطات الشرعية والتحالف العربي سواء فيما يخص التحقيق في القضية والذي تم وعدنا بها في أكثر من مره ولا نتيجة تذكر إضافة إلى التجاهل الإضافي لرعاية أسر الضحايا ومنهم أسرة الوالد والذي لم يقدم لهم شيء".
وأوضح أنه بعد عام من الجريمة، لم يتغير شيء ولم يحدث شيء، حتى فيما يتعلق برواتب الضحايا والتي لا ترتقي حتى إلى مستوى تضحياتهم لكنها تضل على الأقل شيء بسيط تقدم للحفاظ على أسرهم، مشيرا إلى أنها أصبحت شبه منقطعة ولم يسلم لهم منها سوى راتب شهرين فقط منذ عام.
وجدد نجل العميد الأباره تمسك أسرته وأسر الضحايا بالتحقيق العادل، وإظهار النتائج، مشيرا إلى أن أسر الضحايا يتحلون بالصبر، حتى ينتصر اليمنيون في قضيتهم الأم، المتمثلة في دحر المليشيات واستعادة الجمهورية.