من المتوقع أن يصل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الأحد، 26 يونيو، إلى الكويت، في محاولة منه لإنعاش المشاورات بين الأطراف اليمنية، بعد تزايد التوقعات بفشلها، سيما بعد التصعيد العسكري الذي شهدته جبهات القتال في عدة محافظات يمنية.
وتأتي زيارة بان كي مون، هذه إلى الكويت، بالتزامن مع التحضيرات العسكرية المكثفة للجيش الوطني والتحالف العربي، لحسم معركة تحرير العاصمة وبقية المحافظات عسكريا، بعد أن فشلت المشاورات في تحقيق أي تقدم يذكر.
وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، إن مون سيلتقي الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسيجتمع خلال الزيارة التي تستغرق يوماً واحداً مع الشيخ جابر المبارك رئيس الوزراء، ونائبه وزير الخارجية الشيخ صباح خالد .
ومن المتوقع، أن يعرض بان كي مون، ومبعوثه إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خريطة الطريق الأممية لحل الأزمة اليمنية على الأطراف المتحاورة في الكويت، ومناقشة مسار المشاورات التي لا تزال تشهد جهداً سياسياً ودبلوماسياً لصالح حلحلة الأزمة، بعد مضي أكثر من شهرين دون تقدم يذكر.
تسويات هشة
وفي هذا السياق، قال نائب مدير مكتب الرئاسة اليمنية وعضو الوفد الحكومي في المشاورات عبدالله العليمي، إن الوفد الحكومي يبذل جهداً كبيراً من أجل التوصل إلى حلول في مشاورات الكويت، وأن الحل لن يكون عبر تسويات هشة تعيد إنتاج الأزمات وتعمل على تفخيخ المستقبل.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن العليمي قوله "إن موضوع تشكيل حكومة توافق لن يكون موضوعاً مقبولاً في مشاورات الكويت، لأنه من غير المعقول مكافأة الانقلاب بالشراكة"، لافتاً إلى أن موضوع تشكيل حكومة هو خارج المرجعيات المتوافق عليها.
وأضاف نائب مدير مكتب الرئاسة أن الشعب اليمني في تصريحات له قبل أيام، أن الوفد الحكومي، لن يقبل بشروط الانقلاب أو التعاطي معه، فضلاً عن الشراكة معه، مشددا على أن أي تسوية سياسية يجب أن تكون محكومة بالمرجعيات التي حددت المسار السياسي بشكل قاطع.
وأكد أن "تنازلات الوفد الحكومي لا يمكن أن تتجاوز المرجعيات"، موضحا أن وفد الشرعية جاء إلى الكويت لتنفيذ القرار 2216 وليس لتشكيل حكومة شراكة، ومشددا على أن الموقف الثابت والذي لا يمكن التنازل عن جزء منه، هو إنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه، والعودة للمسار السياسي.
الحل في الحسم العسكري
بدورها، أكدت مصادر في الجيش الوطني، لصحيفة (الشرق الأوسط)، أن هناك تحركات وترتيبات عسكرية كبيرة تجري بين قيادة التحالف والشرعية اليمنية، لبدء مرحلة جديدة من عمليات تحرير اليمن عسكريًا، مشيرة إلى أن غاية هذه الترتيبات الجارية عسكريا وعملياتيا ولوجيستيا هو تحرير العاصمة اليمنية صنعاء.
ويرى مراقبون أن تحرك قوات التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، يأتي امتثالا لواقع مأزوم لا ينفع معه غير الحسم العسكري، خصوصا بعد استنفاد كل الأدوات السلمية من جانب التحالف والسلطة الشرعية، وفيما الطرف الآخر لا يكترث بشيء غير التصعيد العسكري وفي أكثر من جبهة وناحية.
واعتبر المراقبون أن مفاوضات الكويت دخلت منعطفًا حرجًا يستدعي من القيادات السياسية والعسكرية تحركًا ميدانيًا قبل فوات الأوان، مشيرا بهذا الصدد إلى أنه ثبت خلال الشهرين الماضيين أن الميليشيات الانقلابية ليست لديها حلول سياسية، بقدر ما تكرس جهدها للسيطرة على الأرض.
رسالة قوية
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني إنه "واضح أن المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن يدفع بكل مساعيه إلى أن تتمخض مشاورات الكويت إلى حل ينهي الحرب".
وأضاف الهدياني في تصريح لـ(الموقع بوست): "زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في هذا السياق، وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا أن هذه الزبارة كان مخطط لها لأن تكون لرعاية التوقيع على الاتفاق الذي يفترض أن يكون قد انجز لكنه تعثر حتى اليوم".
وأشار إلى أن زيارة "بان كي مون" ستكون رسالة قوية لأطراف النزاع في اليمن، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي لن يسمح باستمرار الحرب.
إنقاذ ولد الشيخ
الكاتب الصحفي مأرب الورد أشار إلى أن "بان كي مون سيحاول إنقاذ ما فشل به مبعوثه من خلال حضوره الشخصي للكويت مقر انعقاد المشاورات".
وأضاف الورد في تصريح خاص لـ(الموقع بوست)، أن بان كي مون سيجري في الكويت مباحثات مع سفراء الدول الـ18 الراعية للمشاورات، من أجل إقناع المتحاورين وخاصة الانقلابيين التوقيع على إطار عام برزت بعض ملامحه في خارطة الطريق التي قدمها ولد الشيخ لمجلس الأمن قبيل انتهاء رمضان.
وعن رفع الجلسات إلى ما بعد العيد قال مارب الورد إنها "لبعث رسالة بأن المشاورات حققت تقدما ولم تفشل ولأجل إلزام الأطراف بشيء مكتوب لعودتهم بعد العيد لاستكمال ما تم التوافق حوله".
وقال الورد لـ(الموقع بوست): "بشكل عام "بان" لا يقدم ولا يؤخر سواء حضر أو لم يحضر، لأن الحل مرهون بضغط غربي خاصة أمريكا على الانقلابيين للقبول بتسوية تضمن لهم حصة".