[ جانب من آثار مداهمة بعض البسطات في عدن ]
تواصل قوات الحزام الامني بعدن لليوم الثاني على التوالي عمليات دهم لأسواق القات وملاحقة بائعيه في ظاهرة لم تشهد عدن لها مثيل، حيث قامت قوات تابعة للحزام الأمني ظهر أمس الخميس بتجريف العشرات من بسطات بيع القات ودهسها بالعربات العسكرية في مديرية الشيخ عثمان.
وبحسب مصادر محلية تحدثت لـ «الموقع بوست» فقد داهمت عددٌ من الأطقم والمدرعات العسكرية أسواقا للقات في مديريتي المنصورة،دارسعد، والشيخ عثمان.
وأضافت بأن عشرات العناصر الامنية باشرت بإحراق بسطات بيع القات، بما تحويه من كميات ضخمة من نبتة "القات".
وفي أحاديث متفرقة مع عدد من بائعي القات لـ «الموقع بوست» أكدوا أنهم أدخلوا كميات القات عبر المنافذ الرئيسية لعدن كالعادة،ولم تعترضهم الحواجز الامنية.والتي ينتشر فيها عناصر الحزام الأمني.
مشيرين الا أن قرار منع القات لم يشتمل يومي الخميس والجمعة.
ولم تكتفي عناصر الحزام الامني بتدمير بسطات بيع القات ودهسها بالعربات العسكرية بل قامت بتجريف عشرات البسطات دون اي انذار مسبق لمالكيها.
فقد قامت العربات العسكرية بتجريف عشرات البسطات والطاولات والتي يعمل عليها عشرات العاطلين عن العمل،في بيع الملابس، الاحذية، والاكسسوارات كانت مجاورة لبسطات بيع القات خلف مسجد النور بمديرية الشيخ عثمان بحسب مصادر محلية تحدثت لـ «الموقع بوست».
قرار منع القات
أصدرت قيادة الحزام الأمني منتصف مايو المنصرم قراراً يقضي بمنع دخول القات الى عدن، وكذا إغلاق أسواق بيعه عدا يومي الخميس والجمعة.
وشنت قوات الحزام الامني عقب صدور القرار عمليات دهم وملاحقة لأسواق القات المستحدثة، وتطورت الى قتل عدد من المقاوتة خلال محاولتهم الدخول الى عدن قادمين من الفيوش«المدخل الشمالي للمحافظة» إلا أن اليقظة الامنية لم تستمر طويلاً، فقد عاد النشاط الى اسواق القات عقب صدور القرار بأقل من اسبوعين،
وتعليقاً على ذلك قال الناشط امجد عبدالرحمن إن مثل هذه الأعمال او بالأصح القرارات التي أصدرت من خارج دائرة السلطة المختصة تعطي للمواطن انطباعاً عن حالة التخبط الذي تعيشه السلطة الشرعية وقوات التحالف في تحديد الأولويات والمشكلات التي يجب معالجتها بشكل سريع وعاجل.
وتابع في حديث خاص مع «الموقع بوست» أن تعدد السلطات في عدن والتي قسمت المحافظة إلى مربعات لتجد كل مربع يخضع لسلطة معينة ،في حين لا تجد عند هذا السلطات أدنى شعور بالمسؤولية تجاه المواطنين والخدمات الضرورية للحياة والتي تعتبر من الحقوق الأساسية للمواطن.
تجريف البسطات
يقول رئيس موقع عدن بوست الصحفي إبراهيم ناجي" إن ما تقوم به قوات الحزام الأمني بعدن أمر غير مجدي في الوقت الحالي، ومثل هكذا قرارات ضررها اكثر من نفعها، وبدلاً من التركيز على امور أهم من القات كالأمن والكهرباء والخدمات وملفات الشهداء والجرحى نراهم يتجهون لهكذا قرار لا يخدم الا من اصدره وفكر بتنفيذه.
ويضيف في حديث خاص مع «الموقع بوست» وما زاد في تعقيد المشهد بعدن هو أن هذه القوات راحت تحرم الناس مصادرهم وتتعدى عل ممتلكات ابناء عدن من بسطات ومفارش قريبة من مفارش القات نفسها وهو ما جعل نقمة الشارع اكثر ضد هذه التصرفات التي تؤجج الشارع وتجعله شارع ناقم بعد ان حوصر في رزقه وعمله.
بدورها قالت الاعلامية غيداء علي " تعيش البلاد ظروفاً اقتصادية صعبة، وأصبحت ما تعرف بالبسطات في الشارع العدني وغيره مصدر دخل لمئات الأسر، وقد يكون مصدر الرزق الوحيد لبعض الاسر.
وتضيف في حديثها مع «الموقع بوست» إن كانت البسطات تشكل معضلة للسلطات فالأولى أن تقوم بتوفير اماكن مخصصة لهؤلاء الناس، لا أن تحلها بطريقة امنية وبأسلوب همجي.
وتختم بالقول" كيف يطلب من المواطنين أن يلتزموا بالنظام وهم يرون هذه الاساليب تستخدم ضد البسطاء!!.