أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، الأمريكية، أن الجيش الأمريكي، يعتزم المحافظة على قوة "صغيرة" مكونة من مجموعة من المستشارين في العمليات الخاصة في اليمن، لمدة غير محدودة.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن القوة التي أرسلتها واشنطن إلى اليمن، لتقديم المساعدة للتحالف العربي، في العمليات التي نفذت ضد التنظيمات الإرهابية في حضرموت ومحافظات جنوبية، ستبقى في اليمن لمدة غير محدودة، كخطوة نحو إعادة مهمة القوات الأمريكية لمحاربة الإرهاب في اليمن، والتي تم تعليقها العام الماضي بسبب الحرب الأهلية.
ونقلت "واشنطن بوست"، عن مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن فريق مكون من عشرة رجال، وصلوا إلى اليمن، لتقديم المساعدة للقوات الإماراتية، وقوات التحالف العربي لتعقب مسلحي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في حضرموت وبعض المناطق الجنوبية.
وكشفت الصحيفة، عن إرسال وزارة الدفاع الأمريكية، مؤخرا، فريق عمليات خاصة آخر إلى اليمن، في مهمة منفصلة لتقييم الأمن، وكذا البحث عن حلفاء محليين، قد يتعاونون مع الولايات المتحدة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب في اليمن، مستقبلا.
وأشارت إلى أن قرار تمديد وجود القوات الأميركية في مناطق متفرقة من مدينة المكلا، التي تمكنت القوات اليمنية والإماراتية، من تحريرها مؤخرا من القاعدة، يمثل عودة لدور القوات الأمريكية لمكافحة الإرهاب في اليمن.
الصحيفة الأمريكية الشهيرة، أشارت إلى أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية كريستوفر شيروود رفض التعليق على نشر قوات العمليات الخاصة الأمريكية، واكتفى بالقول: "نحن نواصل حث جميع الأطراف على وقف تصعيد الصراع".
وأضافت "واشنطن بوست"، أن المتحدث باسم الدفاع الأمريكية بعث برسالة عبر البريد الالكتروني قال فيها: "هدفنا الجماعي هو تحقيق استقرار دائم في اليمن من خلال حل سياسي تفاوضي بتسهيل من الأمم المتحدة وبمشاركة جميع الأطراف".
وأشارت الصحيفة، بحسب مصادرها، إلى أن تواجد القوات الأمريكية على الأرض في اليمن من شأنه أن يوفر معلومات أكثر وضوح عن الجماعات المسلحة، كما أنه سيوفر مرونة كافية للقوات الأمريكية، للدخول في شراكة مع القوات المحلية لتأهيلها عبر تنفيذ بعثات إلى الولايات المتحدة، كما حدث في الماضي.
ونشرت الصحيفة، تفاصيل القوة الأمريكية الصغيرة التي وصلت إلى اليمن قبيل بدء العملية العسكرية التي نفذها التحالف، والقوات الإماراتية وكذا القوات اليمنية ضد القاعدة في المكلا وحضرموت عموما، مشيرا إلى أن فريق صغير من العمليات الخاصة وصل إلى المكلا، بطلب من القوات الإماراتية.
ولفتت الصحيفة إلى أن السفن الأمريكية في خليج عدن، ضمن المجموعة يو أس أس بوكسر، نفذت عملية إنزال لمجموعة من الآليات البرمائية المجهزة بما في ذلك وحدة المارينز رقم 13، كما أرسلت الطائرات والقوات الخاصة لدعم العملية العسكرية ضد القاعدة هناك.
وأشارت إلى أنه القوات الأمريكية قدمت على الأرض في المكلا الدعم الاستخباراتي، كما ساعدت قوات التحالف العربي على تحديد الأهداف الإرهابية.
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن يوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية، إن القوات الإماراتية ستركز عملياتها مع القوات السعودية واليمنية لتعقب عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في مختلف المحافظات اليمنية.
وأشارت إلى أنه رفض الإفصاح عن حجم القوات الإماراتية التي ستشارك في هذه المهمة، إلا أنها توقع أنها سوف تستمر لفترة طويلة، مشيرا إلى أن الأولوية العسكرية قد تغيرت من قتال المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، إلى محاربة تنظيم القاعدة.
وقالت "واشنطن بوست"، إن تواجد القوات الأمريكية في اليمن، يعتبر نقطة تحول هامة في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه اليمن بعد انهيار الحكومة اليمنية في أواخر عام 2014، واجتياح المتمردين الحوثيين للعاصمة صنعاء، حيث اضطرت الولايات المتحدة إلى سحب الوحدة الخاصة التي كانت مكلفة بتقديم المشورة لحلفائهم اليمنيين، في قاعدة العند العسكرية القريبة من عدن.
وأوضحت أن مغادرة القوات الأمريكية، والتي قدرت حينها بـ(100) عنصر، كانت بمثابة انتكاسة لجهود الولايات المتحدة لمحاربة القاعدة في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن ستيفن ستيفن سيش، السفير الأمريكي السابق في اليمن، قوله إن لالتزام الجديد للقوات الأمريكية في اليمن سيمكن من تنفيذ طلعات استطلاع وضربات جوية بشكل أفضل ضد القاعدة في اليمن.
وفقا لسيش، الذي هو حاليا، نائب الرئيس التنفيذي للمعهد العربي لدول الخليج، وهو معهد أبحاث بواشنطن، إن الطبيعة الجغرافية في اليمن، قد سمحت لتنظيم القاعدة للتحرك بحرية.
وأشار الدبلوماسي الأمريكي السابق، إلى أن الولايات المتحدة تستفيد من استمرار الشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، لشعورها بالحاجة الملحة لوجود أبو ظبي في المعركة ضد القاعدة في جزيرة العرب.