[ العاصمة صنعاء ]
خلفت الحرب الدائرة في البلاد منذُ أكثر من عام سلوكيات سلبية لدى الأطفال وخاصة بعد انتهاء العام الدراسي ودخول شهر رمضان.
ولوحظ استخدام الأطفال الكبير للألعاب النارية في ليالي رمضان في العاصمة صنعاء وعمل حرب شوارع مع بعضهم البعض في الحارات بالإضافة إلى استخدامهم ألعاب نارية قوية الانفجار.
ويعتبر خبراء الاجتماع والتربية أن الحرب التي تدور في البلاد لها التأثير الأكبر على سلوكيات الأطفال ولجوءهم إلى استخدام العنف في سلوكياتهم .
وينصح خبراء الإجتماع أولياء الأمور تجنيب أطفالهم مشاهدة العنف والحروب في القنوات وعمل برامج بديلة للأطفال تنسيهم واقع الحرب التي تدور ي البلاد.
أطفالي متأثرون بالحرب
تقول أم نجيب أن أطفالها الثلاثة تعودوا للخروج إلى الشارع الموجود في حارتهم وذلك بعد ان يأخذوا منها مصاريف مدعين أنهم سيشترون جعالة وفجأة تجدهم يتحاربون بالألعاب النارية في الشارع.
وأكدت في تصريح "للموقع بوست" أن الدراسة كانت تقيدهم من هذه السلوكيات السلبية التي يمارسونها من خلال مشاهدة القنوات والحرب ومن سماعهم للكبار الذين يتحدثون عن الحرب.
وأوضحت أن مشاكل كثيرة تدور بين أطفالها وأطفال جيرانها بسبب الألعاب النارية التي يلعبون بها في ليالي رمضان.
وأفادت أنها لجئت إلى منعهم عن الخروج إلى الشارع بسبب الشكاوى التي تأتيها يوميا من المنازل المجاورة لها.
الإجازة دفعت الأطفال لشراء الألعاب النارية
التقى (الموقع بوست) بائع العاب الأطفال في أحد سواق صنعاء "مجاهد علي" والذي بدوره اكد ان الأطفال أقبلوا على شراء الألعاب النارية بشكل كبير مع حلول الإجازة الصيفية والتي بدأت في بداية دخول شهر رمضان.
وأضاف أن الأسلحة البلاستيكية في محلة حصلت على رواج كبير وباع الكثير منها مع دخول الأجازة مشيرا إلى أن الحرب لها تأثير على ذلك.
سلوكيات غريبة يجب تداركها
الأخصائية الاجتماعية "أفراح العبسي" أكدت أن الحرب أثرت تأثيرا كبيرا على الأطفال، وأصبحت ألعابهم كلها ألعاب نارية، وتخلو من العديد من الألعاب التي كان يمارسها الأطفال.
وأوضحت "العبسي" في تصريح لـ(الموقع بوست) أن الأطفال في رمضان بصنعاء يضعون الطماش داخل دبة ماء معدني ويطلقوها ليطلع منها صوت قوي يهز الحارة ويفرحون بهذا الصوت العنيف.
وأضافت انهم بذلك يقلدون الطلقات النارية والإنفجارات التي حدثت وسمعوها خلال الحرب والتي كان معظمها من مخازن الأسلحة التي تحيط بصنعاء.
ووجهت الأخصائية "العبسي" نصيحتها لأولياء الأمور بأن يرشدوا أبناءهم بعدم اللعب بمثل تلك الألعاب التي ربما تصيبهم إصابات جسدية، وانها مزعجة للناس ومخيفة للأطفال الصغار.
وتمنت العبسي لو يلجأ الأباء لاستخدام البدائل كتعليم أطفالهم مختلف العلوم، وتنظيم مسابقات تنافسية في ما بينهم، كتشجيع لهم وإرشادهم لممارسة الرياضة، وتعليمهم للسباحة وغيرها من الألعاب والمهارات، التي تنتشلهم من واقع العنف الذي خلفته الحرب في ممارساتهم وسلوكياتهم.
الأطفال اكثر الفئات تضررا
بدوره أكد مسؤول الاتصال والإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، محمد الأسعدي أن الحرب أثرت على الأطفال في ممارساتهم وسلوكياتهم.
وأوضح الأسعدي لـ(الموقع بوست) ان الأطفال هم أكثر فئات المجتمع تضرراً من الحروب، وغالباً ما يقعون ضحايا بشكل مباشر قتلاً أو تشويهاً لأطراف النزاع المسلح، وتتعطل الخدمات الأساسية، كالصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، وهو ما يؤثر سلباً على بقائهم ونموهم".
وأضاف: "كما أن كثيراً من الأطفال يتعرضون للاستغلال من قبل الجماعات أو القوات المسلحة؛ من خلال تجنيدهم والاستفادة منهم في العمليات القتالية أو الخدمات العسكرية الأخرى".