[ أم نازحة مع طفلها في تعز ]
استقبل سكان مدينة تعز، رمضان هذا العام، والمدينة تعاني من مأساة إنسانية صعبة، حيث يرزح سكانها منذ أكثر من عام، تحت وطأة الحصار الخانق والقصف المستمر من قبل مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، الأمر الذي جعل المأساة أكثر إيلاما بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وقلة المساعدات الإنسانية التي تصل إلى المدينة المحاصرة.
كما أن رمضان هذا العام، حل والآلاف من سكان تعز، نازحون فرارا من جحيم القصف والحصار، الذي لم يتوقف منذ بدأت المليشيا بمحاصرة المدينة واستهدافها بمختلف أنواع الأسلحة، قبل أكثر من عام.
(الموقع بوست)، اقترب من مأساة النازحين، لتلمس بعضا من معاناتهم، وذلك للفت انتباه المنظمات الدولية والحكومة الشرعية إلى هؤلاء الذين هجروا من منازلهم، وظل الخوف والمعاناة والجوع والمرض يلاحقهم حتى إلى مخيماتهم.
ظروف قاسية
تقف النازحة هدى قاسم من حي المفتش بمنطقة عصيفرة، عند مدخل حي 7 يوليو، تتساقط دموعها وهي تتحدث لـ(الموقع بوست)، حيث قالت: «الظروف التي نعيشها قاسية، في ظل القصف المستمر من قبل مليشيا الحوثي وصالح، حيث أجبرونا على النزوح من منازلنا ونحن فقراء والحاجة تنكد عيشنا في كل ناحية وها نحن منذ بداية شهر الصوم، نتعب كيف نؤمن افطارنا لنسد رمق جوع اطفالنا لكن ما باليد حيلة، فكل ما يمكن فعله في هذا الشهر الكريم، غير الدعاء والتضرع إلى الله ان ربي يفرجها علينا».
ما ينكد عيش هدى بشكل أكثر، هو أنها أم لأربعة اطفال، في حين استشهد زوجها، بانفجار لغم أرضي زرعته المليشيا في حي المفتش.
الفقر يلازم آلاف النازحين
بات الفقر يلازم آلاف النازحين، الذين كوتهم نار الحرب، وهدهم النزوح القاسي، كما يردد النازح من جبل الوعش محمد القاضي، والذي تحدث قائلا لـ(الموقع بوست): «لقد تعبنا في نزوحنا وهروباً من قذائفهم ليس لدينا من خيار لسد حاجاتنا اليومية إلا التعب المضني، رمضان هذا العام اقبل ونحن نازحين وأصبح همي كيف أجلب لقمة عيش لأطفالي التي بدت وكأنها تركض أمامي اتعب واجتهد للحاق بها».
وأضاف القاضي لـ(الموقع بوست): «خرجت الى سوق الباب الكبير لشراء، القليل من الخضار حيث اخذت اثنين كيلو طماطم واثنين كيلو بطاط بـ3500 ريال وانا دخلي بشهر اشتغل ببقالة براتب 15000 فكيف بنا نمضي هذا الشهر، واطفالي السته بحاجة الى ملابس جديدة للعيد صعب عليا توفيرها» وبذلك نطلب مساعدة الجمعيات والمبادرات التي نسمع عنها والتي تتلقى الكثير من الدعم الا انها تكتفي باستقبال الدعم وتغض النظر على المحتاجين .
هكذا هي الحياة بمدينة تعز، وما نشاهده على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، عن تلقي الدعم الكثير من فاعلين خير لمبادرات إنسانية تدعي مساعدة السكان، ليس إلا وهم آخر، ووجه آخر لمعاناة ومأساة سكان المدينة المنكوبة.
إذ أن معظم تلك المبادرات، وليس جميعها، تكتفي بتلقي الدعم وإقامة الاحتفالات، بينما تزداد الأوضاع الإنسانية قتامة، وتزداد معاناة السكان، الأمر الذي يجعل تعز على موعد مع كارثة إنسانية قد تلقي بضلالها على حياة جميع السكان، وخصوصا الأطفال والنساء.