[ قوات إمارتية - ارشيف ]
استدرك وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية "أنور قرقاش" قائلا إن قوات بلاده العسكرية مستمرة في اليمن حتى انتهاء الحرب.
وقال في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط": " نحن في حرب ويؤسفني أن يتم اجتزاء بعض تصريحاتي وتفسيرها لأجل أهداف وأجندة خارجية لا تريد الخير لأبناء المنطقة ودول الخليج خصوصا".
وكان "قرقاش" قد أعلن قبل يومين انتهاء عمليات بلاده العسكرية في اليمن. وقال: "موقفنا اليوم واضح، فالحرب عمليا انتهت لجنودنا، ونرصد الترتيبات السياسية، ودورنا الأساسي حاليا تمكين اليمنيين في المناطق المحررة".
جاء ذلك في محاضرة طويلة ألقاها "قرقاش" في قصر البطين، بحضور ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات الإماراتية "الشيخ محمد بن زائد آل نهيان"، بعنوان "الإمارات والتحالف وأزمة اليمن .. القرار الضرورة".
وتشارك "القوات الإماراتية" بثقلها العسكري ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، منذ أكثر من عام. وقد قدمت القوات الإماراتية عشرات القتلى والجرحى، كان معظمهم في معسكر "حشد عسكري" في مأرب، على إثر قصفهم بصاروخ باليستي أطلقته قوات الحرس الجمهوري المتمردة، التابعة للمخلوع صالح.
وكانت الإمارات قد خفضت تواجدها العسكري شمال اليمن، عبر انسحابها من مأرب منتصف إبريل الماضي، فيما كثفت تواجدها جنوبا في العاصمة المؤقتة "عدن"، ومؤخرا في المكلا وجزيرة سقطرى.
يأتي هذا اللغط الإماراتي بعد أسبوع من عودة "الحكومة اليمنية" المدعومة من التحالف، للاستقرار في العاصمة المؤقتة، وبعد أيام من سقوط مروحيتين تابعتين لسلاح الجو الإماراتي في عدن، في ظروف غامضة.
وفي حين يخوض الفريق الحكومي محادثات مع الانقلابيين في العاصمة الكويتية، من دون إحراز أي تقدم يذكر، تتزايد الضغوط الدولية على أطراف الحوار لتقديم تنازلات، في سبيل تحريك المياه الراكدة، وإحداث تقدم في تحقيق السلام.
وفي السياق ذاته، تتزايد الضغوط الغربية على قوات التحالف، لإيقاف الحرب في اليمن، والتي ترجمتها الأمم المتحدة بإصدار تقرير يتهم السعودية بانتهاكات جسيمة في اليمن، قبل إصدار بيان تتراجع فيه عن تلك الاتهامات، بعد ضغوط دبلوماسية وشعبية هائلة. جاء قرار الخارجية الإماراتية إنهاء عملياتها العسكرية، ومن ثم العدول عنها، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي سعودي أو من قيادة العمليات المشتركة للتحالف.
ويزور ولي ولي العهد، ووزير الدفاع السعودي "الأمير محمد بن سلمان" الولايات المتحدة، في زيارة وصفت بالمصيرية، والتي من شأنها رسم معالم المرحلة القادمة في المنطقة، ومآلات الصراع في اليمن.
درة فعل غاضبة
"عبدالرقيب الهدياني" صحفي جنوبي، يقول: لقد خسرت الإمارات طائرتي "أباتشي" ، قبل ايام، في عدن، وربما أسقطت نتيجة عمل إرهابي، فيما انسحبت قواتها من القصر الرئاسي لصالح قوات سعودية، مع عودة الحكومة الى عدن.
وأضاف في تصريح لموقع "الموقع بوست": هناك لغط كبير في المحافظات المحررة، وحالة استياء معلنة نتيحة تصرفات وقرارات كثيرة، تقف خلفها الإمارات، منها أمنية وملاحقات واقتحامات، مع فشل كبير في ملف الخدمات كالكهرباء، والتي وعدت بتأمينها قبل أن تتراجع.
وتابع: علاقة الإمارات بالشرعية شابها الكثير من الخلافات في عدن وحضرموت. كل هذا جعل الوزير الإماراتي "قرقاش" يلقي بهذا الكلام حول انتهاء مهام قوات بلاده في اليمن، ليتراجع عنه في اليوم التالي، وهو برأيي تلويح ورد فعل غاضب باتخاذ هذا الإجراء، أمام الانتقادات الساخطة على إدارة بلاده شعبيا ورسميا في اليمن.
حسابات اقتصادية
لا أظن أن لا انسحابا كاملا للقوات الإماراتية من اليمن سيحصل. ويقول الصحفي "عبدالكريم الخياطي": لكن هناك سحب لمعظم القوات من مأرب و عدن، فيما نقل الكثير منها إلى جزيرة سقطرة وبعضها إلى المكلا.
وأضاف "الخياطي" في حديث مع "الموقع بوست" : مشكلة انسحاب الإمارات ليس في قوتها العسكرية المتواجدة، أو حاجة الجيش السعودي واليمني لوجودها، فالبدائل كثيرة؛ لكن المشكلة دبلوماسية، سياسية واستخباراتية.
وتابع: الضغوط الخارجية ستزداد الآن، فقد كانت الإمارات تعطي نوعا من الغطاء السياسي بتوحد الرؤية الخليجية والإقليمية.
وأردف "عبدالكريم" : عموما، كان دور الإمارات جيدا، لكن لها حساباتها الخاصة التي تختلف فيه مع المملكة العربية السعودية.فهي تهتم بالأمر من جانب اقتصادي وسياسي يراعي مصالحها، ولا يهمها من سيحكم إن كان لن يضر ذلك موقع الإمارات التجاري والاقتصادي.
اختيار الحليف الخطأ
وحول اختيار السعودية للإمارات كحليف رئيسي في معركة اليمن، يقول "الخياطي" : لقد تأخرت السعودية كثيرا في حسم المعركة على الأرض، في انتظار أن تصنع حليفا تثق به، بدافع الرغبة في الحليف العربي الغير مؤدلج، لكنها أخطأت في اختياره، مع أن الحلفاء اليمنيين أمامها.
وتابع: إن الأشقاء في الإمارات يقدمون أنفسهم، اليوم، كرأس حربة للدول الصديقة للغرب، وفي مكافحة الارهاب، أو ما بات يعرف بمحور الاعتدال. لقد اختارت السعودية الحليف العربي الذي يقدم نفسه كبديل لها في المنطقة.
واستطرد: إن لم تسلم السعودية القيادة للجيش الوطني، وتعطيه ولو نصف السلاح الموجود بقواعدها في اليمن، بالتأكيد سيستولي عليه الحوثيون كاملا، فيما ستتوقف الحرب بطريقة مفزعة للسعوديين.