"كنا في شهر رمضان نجتمع مع الأهل والأصدقاء جميعا على مائدة الفطور والعشاء، والآن الأهل كلهم نزحوا إلى الأرياف نتيجة قصف مليشيات الحوثي وصالح، ولي أكثر من عام لا أرى أهلي ولا أجتمع بأصدقائي سبب رباطي في الجبهة مع المقاومة الشعبية للدفاع عن تعز وكرامتها"
هكذا يعبر "محمد المخلافي" أحد مقاتلي المقاومة الشعبية في الجبهة الشرقية بمدينة تعز عن الاختلاف بين أجواء رمضان قبل الحرب، والوقت الحالي الذي تعيش فيه مدينة تعز، قصف متواصل وحصار خانق من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية.
يشتاق "محمد" لأجواء رمضان قبل عامين في حارة الجحملية العليا، حيث كانت الشوارع تشهد بهجة وسرور وأشبه بخلية نحل، إذ تمتلئ بالمواطنين الذين يجهزون كافة الوجبات الشعبية للفطور الجماعي في الشوارع وأزقة الجحملية.
ويضيف: "كنا نجتمع مع الأهل لإحياء ليالي رمضان لكن الآن تغير الوضع تماماً اصبحت شوارع الجحملية خاوية على عروشها لا فطور جماعي ولا أهل نلتقي بهم وأصبح المواطنون لا يستطيعون التجمع حتى في الشوارع للفطور الجماعي، إلا ويتوقعون سقوط صاروخ كاتيوشا أو قذيفة هاون أو ضربة دبابة، أو طلقات رصاصات قناصة المليشيا".
وعن مشاركته في القتال في صفوف إخوانه في المقاومة الشعبية في الجبهة الشرقية، في شهر رمضان يقول محمد المخلافي لـ(الموقع بوست): "إن الجبهة مشتعلة في الوقت الحالي بسبب استمرار هجمات مليشيا الحوثي والمخلوع صالح على مواقع المقاومة الشعبية وكذا قصفها لتلك المواقع وللأحياء السكنية أيضا، واستمرار المجازر بحق المدنيين، في الوقت الذي يسود هدوء نسبي، تخترقه المليشيا بإطلاق القذائف بين الفينة والأخرى".
ويركز مقاتلو المقاومة الشعبية جهدهم حاليا على التقدم واستعادة الجبهة الشرقية بمدينة تعز، وعمل تحصينات دفاعية عن المواقع التي سيطرت عليها قوات الجيش والمقاومة في الجبهة لمنع مليشيات الحوثي المخلوع صالح المتمردة من التقدم والاستيلاء عليها، مع الحرص على تأمين المواقع طوال الوقت والحرص من محاولات المليشيا من تحقيق اي تقدم على الارض على مستوى الجبهة الشرقية في مدينة تعز.
الشوارع والمساجد خالية
وأثناء مغادرتنا الجبهة إلتقينا بالمواطن هشام الجرموزي وهو خارج من الصلاة في جامع العرضي بالجحملية حيث قال لـ(الموقع بوست): "في البيت كانت أمي تتهيأ منذ بداية اليوم الأول لرمضان وتحرص على مكونات الحلبة الحامضة، الحلبة+ عود الحلبة + خل + الحمر، هذه هي المواد التي كانت تحرص الوالدة على اقتنائها لتقديم خدمة للصائم في الشوارع والجوامع بحي الجحملية".
وأضاف هشام: "للأسف هذا العام غابت عنا تلك الأشياء بسبب خلو الشوارع والمساجد، من الناس، حيث لم يعد يجتمع المصلون في المساجد، وخصوصا وقت المغرب، نتيجة الخوف الذي يسيطر على الأهالي من صواريخ ورصاصات القناصة التابعة للمليشيا الانقلابية".
لا "كدم" هذا العام
وفي زاوية أخرى من جامع العرضي يتواجد حمود الشرعبي الذي تحدث لـ(الموقع بوست)، عن وضع المواطنين في رمضان هذا العام، حيث قال : "منذ حوالي 25 عام كنت أحرص في رمضان بالتحديد على الإفطار مع المواطنين في جامع العرضي كانت وجبتنا المفضلة الكدم المحشية بالسحاوق".
وأضاف الشرعبي: "لكن هذا العام لم نلاقي حتى حبة كدم ومن وقت المغرب وما فوق لم نخرج من منازلنا خوفاً من قذائف المليشيات التي تسقط ما بين الحين والأخر".
غادرنا حي الجحملية ونحن نتذكر كثير من العادات والتقاليد التي اختفت هذا العام عن شوارع ومساجد الجحملية نتيجة الحرب البربرية التي تشنها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح على أهالي مدينة تعز.