[ خلال اعتداء عصابة نسائية تابعة للحوثيين على وقفة احتجاجية لأمهات المختطفين بصنعاء ]
حولت جماعة الحوثي النساء إلى عصابات، ففقدت المرأة التي تنتمي إليهم أهم ما يميزها وهو أنوثتها، وأصبحت مجرد أداة، تم تعبئتها، لتحقق أهداف المليشيا، فتعتدي على الوقفات الاحتجاجية، وتداهم المنازل.
في التاسع من يونيو/ حزيران اعتدت ما يمسى بـ" الزينبيات" على وقفة احتجاجية، نفذتها رابطة أمهات المختطفين بمناسبة مرور عام على اختطاف أبنائهن الصحفيين، من قبل المليشيا الحوثية وقوات المخلوع صالح، وفي التاسع عشر من سبتمبر/ أيلول 2015 شاركت نساء من جماعة الحوثي في الاعتداء على وقفة احتجاجية، قام بها بعض النشطاء للمطالبة بالإفراج عن القيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان.
وكتب حينها القيادي في جماعة الحوثي علي البخيتي، والذي تعرض للضرب بالعصي الخشبية على أيدي تلك النساء، لمدة نصف ساعة: ".. إنهن مغرر بهن، وتم غسل أدمغتهن".
وقد قوبلت تلك الممارسات الدخيلة على المجتمع، والتي يقمن بها بعض نساء مليشيا الحوثي، باستهجان كبير من قبل النشطاء، والمرأة اليمنية في مختلف المدن، فهي لا تمثل المرأة اليمني وتسيء إليها.
"الزينبيات"
في محاولة لاستنساخ التجربة الإيرانية بكامل تفاصيل، وعلى غرار العناصر النسائية في قوات الباسيج الإيرانية، واللاتي يستخدمن في تنفيذ الاعتقالات، والاختطاف، وكشرطة أخلاقية للنساء اللاتي لا يرتدين الحجاب، بالإضافة إلى ملاحقة الناشطات، والاعتداء على المتظاهرات، جاء مسمى" الزينبيات"، وهو لفظ أطلقه نشطاء وإعلاميين على تلك النساء في اليمن.
ويتكرر هذا النموذج في العراق أيضا، وتحديدا لدى مليشيا الحشد الشعبي الشيعية، واسم "الزينبيات"، هو نسبة إلى زينب بنت الحسين، كونها كانت مع الحسين في حادثة كربلاء، وهناك من ينسب التسمية إلى زينب بنت الرسول، وآخرون إلى زينب ابنه علي.
في اليمن بدأ نشاطهن قبل سقوط العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014، وتركز في معاقل الزيدية في اليمن، لكنه برز بشكل أكبر بعد سقوط العاصمة، وسيطرة مليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة.
ويظهرن" الزينبيات" في اليمن، باللباس الذي تتميز به المرأة اليمنية" البالطو مع النقاب أو اللثام"، ويرددن الصرخة، ويرفعن شعارات الجماعة، ولا ينتمين إلى الشرطة النسائية.
إساءة للمرأة
في السياق عدّت الناشطة سمر الجرباني ممارسات" الزينبيات" عمل غير أخلاقي، وهو أسلوب دخيل على المرأة اليمنية.
وقالت لـ(الموقع بوست) ما تقوم به تلك النساء عمل" بلطجي"، ولا يصدر من امرأة بغض النظر عن كونها يمنية أو عربية، وهو عمل يسيء لجنس المرأة، ولا يليق بحواء أبدا".
فيما رأت الناشطة والإعلامية فاطمة الأغبري أن: " ما حدث هو تصرف مهين بحق المرأة، لأنها استخدمت كأداة لمواجهة المرأة لمثيلتها، في مجتمع متحفظ، ومن المعيب جدا أن تقبل نساء المليشيات ذلك الدور الحقير، متناسية أنها وفي سنوات سابقة كانت تقف محل تلك النساء اللائي طالبن منذ أيام بخروج أبنائهن من السجن".
وعن عدم وجود مثل تلك السلوكيات إلا في داخل جماعة الحوثي قالت" الأغبري" لـ(الموقع بوست):" برزت لديهن تلك السلوكيات، لأن معظمهن نساء مُسيرات لا مُخيرات".
وأضافت: "حينما أراد الحوثيون أن يُسكتوا صوت النساء، أرسلوا نساء، وذلك لمعرفتهم أنه في حالة حدثت اعتداءات على النساء المحتجات لن يتدخل أحد، وسينعكس على النساء اللائي يطالبن بالإفراج عن أبنائهن المعتقلين، وسيتوقفن عن تنفيذ وقفات احتجاجية أخرى خوفا من الاعتداء".
دخول دائرة الصراع
وبالنسبة للكاتب الصحفي فيصل الذبحاني فذكر أن:" اعتداء النساء الهاشميات و "الزينبيات" على أمهات الصحفيين والإعلاميين المخطوفين في سجون المليشيا، ليس سوى تجسيد لمدى الشحن الطائفي والمذهبي والذي كرسته الهاشمية السياسية، والتي ترى أن الله اصطفاها على العالمين".
وأشار في حديثه لـ(الموقع بوست) أن: " ذلك مؤشر خطير، يؤكد على دخول النسوة في اليمن دائرة الصراع، وتحولن إلى أداة لضرب وقمع النسوة، ولربما قد يتطور الأمر ليصل إلى القتل، خاصة وأن الشحن الطائفي يبلغ ذروته، في ظل غياب النضج والإدراك".
تغيير الخصائص الديموغرافية
من جانبه قال الناشط والكاتب الصحافي تميم القحطاني:" تسعى الأطراف الخارجية التي تدعم الفوضى الخلاقة في المنطقة والانقلابات العسكرية، إلى صبغ مشروعها بقناعين الأول في الشمال وكان طائفي، والثاني في الجنوب وهو مناطقي".
وأردف لـ(الموقع بوست):" استخدام النساء هو أحد مظاهر الشحن الطائفي والسلالي، ولن ييأس النظام العالمي عبر أدواته الانقلابية في اليمن؛ لتغيير الخصائص الديموغرافية في اليمن".
وأكد في ختام حديثه، أن المعركة ضد تلك المشاريع هي معركة وعي، على الرغم من استخدام القوة فيها منذ البداية.