[ أحد اسواق صنعاء القديمة - ارشيف ]
حالة من التذمر والسخط يعيشها عدد كبير من سكان العاصمة صنعاء، التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي صالح، بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع قدوم شهر رمضان المبارك، وأيضا ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والغاز المنزلي.
ولوحظ خلال الأيام الأخيرة من شهر شعبان ازدحام حركة المرور في شوارع صنعاء بشكل كبير، كما شهدت المراكز التجارية الكبيرة التي أعلنت عن تخفيضات طفيفة ولوقت محدود في أسعار بعض المواد الغذائية إقبالاً كبيراً من قبل الأسر الميسورة، حيث يكثر الطلب في شهر رمضان على بعض الكماليات كما جرت العادة.
غلاء الأسعار
حولت ظاهرة غلاء أسعار بعض المواد الغذائية في شهر رمضان، وغلاء المشتقات النفطية والغاز المنزلي، حولت شهر رمضان إلى كابوس بالنسبة للكثير من الأسر، خاصة التي تعيش تحت خط الفقر، وتضررت كثيراً بسبب الحرب الأهلية في البلاد.
ومما زاد معاناة الأسر الفقيرة، توقف نشاط الجمعيات الخيرية، التي كانت تعمل في المجالات الإنسانية وتقدم مساعدات عينية للأسر الأكثر فقراً، خاصة في شهر رمضان، حيث أوقف الحوثيون وحليفهم صالح عمل الجمعيات الخيرية، وسيطروا على مقراتها، وحولوها إلى أماكن لمضغ القات وعقد الاجتماعات.
ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية في صنعاء، خاصة تلك التي يكثر الطلب عليها في رمضان، سبقه تدهور مريع للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية في النصف الأخير من شهر شعبان، حيث تخطى سعر صرف الدولار ولأول مرة ال300 ريال يمني، ورغم تراجعه إلى نحو 270 ريالاً، إلا أنه أخذ في الارتفاع مرة أخرى بشكل طفيف، كما ارتفع سعر عبوة البنزين (20 لتراً) إلى 7 ألف ريال، فيما ارتفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 4 ألف ريال.
وتعتبر أزمة غلاء أسعار المواد الغذائية التي يكثر الطلب عليها في رمضان، واختفاء الغاز المنزلي وارتفاع سعره، تعتبر من الأزمات المألوفة في شهر رمضان خلال السنوات الأخيرة من عهد المخلوع علي صالح، وهي الأزمات التي اختفت خلال العامين 2012 و2013، ثم عادت بقوة، الأمر الذي أثار استياء المواطنين، وأصبح شهر رمضان بمثابة الكابوس لدى البعض، كما لوحظ من خلال التعليقات في وسائل المواصلات العامة والأسواق ووسائل التواصل الاجتماعي.
اختناق مروري
ظاهرة الاختناق المروري في صنعاء وغيرها من المدن من الظواهر المألوفة في شهر رمضان من كل عام، وتقاس خطورتها فيما تخلفه من حوادث مرورية، وحالات شجار واشتباك بالأيدي والسلاح الأبيض، خاصة في الأسواق.
وتشهد المراكز التجارية الكبيرة والتي أعلنت عن تخفيضات في أسعار بعض المواد الغذائية، تشهد إقبالاً كبيراً من قبل المستهلكين، لكن لوحظ أن عروض التخفيض خاصة بالمواد الغذائية التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء، حيث تستغل هذه المراكز غياب الرقابة، وغياب الوعي لدى المستهلك، الذي يقبل على شراء المواد الغذائية ذات الأسعار المنخفضة، كونها تتناسب مع وضعه المادي، دون إدراك لمدى خطورتها على الصحة.
كما تشهد محلات الصرافة ازدحاماً شديداً مع قدوم شهر رمضان، حيث تعتمد الكثير من الأسر اليمنية على ذويها المغتربون خارج البلاد، وخاصة السعودية ومنطقة الخليج. وأيضاً، تشهد أسواق القات، ومحال بيع الطاقة الشمسية، ازدحاماً كبيراً، وارتفعت أسعار ألواح الطاقة الشمسية، نتيجة الطلب المتزايد عليها مع حلول شهر رمضان.
لا يختلف الحال في صنعاء كثيراً عن بقية مدن وقرى البلاد خلال شهر رمضان، كما أن الازدحام والإقبال على شراء بعض المواد الغذائية لا يعني ازدهار الحركة التجارية، فحالة الكساد هي الطاغية، ويشكو بعض التجار وملاك المحال التجارية الصغيرة من الكساد في رمضان وغير رمضان، خاصة أسواق الملابس، وانخفاض الطلب على اللحوم والخضروات والأثاث المنزلي وغيره، وأكثر المواد التي يزداد الطلب عليها في رمضان هي الحلويات والسنبوية والمحلبية والشربة والتمور.
وبشكل عام، يلاحظ أن حالة التذمر مع قدوم شهر رمضان المبارك هي البارزة بقوة، بسبب الوضع الذي تمر به البلاد، وانعكاس ذلك على الحياة اليومية للمواطنين، وهذا التململ يمكن تشبيهه بالبركان الذي يغلي ويغلي، ويوشك على الانفجار في أي لحظة.